هدى عبدالحميد




دعم الفئة ليصبحوا رواد أعمال في المرحلة المقبلة

أشاد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيّد بالاهتمام الكبير الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للأيتام والأرامل في البحرين، مثمناً دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء واهتمامه ببرامج ومشاريع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، منوهاً بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب لعمل المؤسسة وريادتها محلياً وإقليمياً ودولياً.


وقال خلال الإيجاز الإعلامي الحكومي الذي نظّمه مركز الاتصال الوطني بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ضمن سلسلة الإيجازات الحكومية التي تعقد عبر الاتصال المرئي، على أنّ عمل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية يسير وفق منهجية علمية وعملية مدروسة، مؤكداً على أن المؤسسة تواصل مشروعها الإنساني من خلال العمل بأسلوب إداري يقوم على النظريات ومنها نظريات كريموك وهرم الشباب وموسيف، حيث تجسّد نظريّة موسيف كل الأمور أمام الشخص بطريقة تعتمد على التحفيز من خلال الإشارة إلى طريقة العمل، انطلاقاً من الرؤية ومروراً بالتنفيذ ووصولاً إلى المراجعة، ممّا ساهم في إنجاز الأعمال باحترافية عالية وإتقان كبير.

وقدم السيّد خلال الإيجاز نبذة عن نشأة المؤسسة ومراحل تطورها، كما أشار إلى أن عدد المستفيدين من الأيتام والأرامل يبلغ 11 ألف فرد الذين تكفّل بهم جلالة الملك المفدى، مبيناً الفئات المستفيدة من برامج المؤسسة، وأنواع الرعاية التي تقدم لهم في سبيل المساهمة في رفع وعي وثقافة الأبناء والارتقاء بمستوياتهم العلمية والاجتماعية، كما قدّم شرحاً مفصّلاً عن المشاريع التنموية التي تنفذها المؤسسة في شتى مجالات الرعاية والإغاثة.

وقال إنّ برامج كفالة الأيتام والأرامل تشمل تقديم الرعاية النفسية، التعليمية، التنموية، المعيشية، الصحيّة، والاجتماعية لهذه الشريحة إضافة إلى المساعدات الموسمية، مضيفاً أن من جملة البرامج والأنشطة التي تقدمها المؤسسة، الإفطار السنوي للأيتام، الحفل السنوي للمتفوقين، الحفل السنوي للقرقاعون، الورش التدريبية للأيتام والأرامل، الأيام الترفيهية، إضافة لأكاديمية ريال مدريد الخيرية التي تهدف إلى تعزيز وصقل وتطوير المهارات الاجتماعية للطلاب وتحسين علاقاتهم مع الآخرين ودمجهم مع أقرانهم ونشر التعليم لجميع شرائح المجتمع عبر لعب كرة القدم.

وبما يتعلّق بالمشاريع التنموية أوضح الدكتور السيّد أنّ من أبرز هذه المشاريع، المشاريع الريادية، كمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، بنك الأسرة، المشروع الزراعي لذوي الاحتياجات الخاصة، رياض الأطفال.

وبشأن المشاريع الاستثمارية التي نفذتها وتديرها المؤسسة الملكية للأعمال الإغاثية، قال إنّ المؤسسة ووفق استراتيجية ورؤية شمولية بعيدة المدى، نفذت مشروع الحد الاستثماري، مشروع الجسرة الاستثماري، ومشروع أبراج الخير 1 و2 و3، وتم تأجير لنهرا ووزارة الصحة وبنك السلام حيث جاءت هذه المشاريع لرفع المستوى المعيشي للمستفيدين من برامج المؤسسة، ولتنويع وإدامة الموارد المالية للمؤسسة.

وأكد أن المؤسسة تعمل في المرحلة المقبلة لدعم الأيتام ليصبحوا رواد أعمال نوفر لهم سبل الإبداع والإنتاج وحالياً المؤسسة تتجه للتفاوض مع وزارة الصناعة والتجارة لتوفير أرض لبناء مصانع يتملك فيها الأيتام أسهماً ليصبحوا من الأغنياء في المستقبل وهذا ليس بمستحيل، موضحاً أن هذه الرؤية تأتي وفق لنظرية تم تطويرها تسمى «هرم النجاح» وهي عبارة عن تقوية المحتاجين من الفقراء عبر توفير أساسيات الحياة والتدريب والتعليم وتوفير فرص العمل.

وأشار إلى الدور الكبير الذي قامت به الحملة الوطنية «فينا خير» والتي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ولاقت إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين والتجّار ورجال الأعمال والبنوك والمؤسسات المصرفية والشركات والجمعيات، والتي نتج عنها حصيلة من التبرعات (38 مليون دينار) بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، ساهمت في دعم العديد من أصحاب المشاريع متناهية الصغر والأسر البحرينية إلى جانب مساعدة الغارمين وتوفير أجهزة الحاسب الآلي للتعليم عن بُعد، بالإضافة إلى مبادرات صناعة الكمامات، والسلال الغذائية وتوزيع الأدوية وتقديم الاستشارات الطبية، والتواصل مع الأسر المكفولة للاطمئنان على أحوالهم.

وقال إن ما تم تخصيصه مبالغ الدعم في عدة جهات من تبرعات فينا خير جاء بعد تشكيل فريق وبقرار من سمو الشيخ ناصر لتوزيع المبلغ بطريقة عادلة وتم دراسة العديد من الأفكار والمشاريع وتم الحصول على قرار موقع من سمو الشيخ ناصر بموافقة على توصية اللجنة بعد موافقة رئيس مجلس النواب لأن النواب يمثلون جميع فئات الشعب.

وأوضح أنه تم تخصيص 3 ملايين دينار لـوجبات الإفطار وكوبونات 4 ملايين، ودعم الأسر المنتجة 600 ألف دينار، والدفاع المدني 500 ألف دينار، والحواسيب للفقراء 3 ملايين دينار و3.5 مليون دينار لدعم الأسرة المتضررة، 2 مليون لأصحاب المهن الغير مؤمن عليهم وكان سبق وتم دفع مليون دينار للأسرة المنتجة ضمن وزارة التنمية الاجتماعية المسجلين بنك الاسرة، والغارمين 330 ألف دينار وأخيراً حصص لمختبر الأوبئة 3.5 مليون دينار.

وبما يتعلّق بالمساعدات الخارجية والمشاريع الإغاثية التي قدمتها المؤسسة للدول الشقيقة والصديقة بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وبمتابعة وإشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، استعرض أبرز المشاريع التنموية التي نفذتها البحرين في فلسطين، الأردن، مصر، اليمن، السودان، لبنان، الصومال، باكستان، تركيا، الفلبين، نيبال.

وبيّن السيّد المشاريع التي نفذتها المؤسسة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزّة، والتي شملت إرسال 4 شحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، وتأهيل وتدريب 1,400 شخص، وذلك من خلال تصنيع وتركيب أطراف صناعية لهم، ومعالجة 100 جريح من قطاع غزّة في مستشفيات جمهورية مصر العربية، وتمويل ودعم 5 طلّاب من أبناء القطاع بمنح جامعية لدراسة تخصص الطب.

وأضاف أنّ المؤسسة أنشأت في قطاع غزّة مركز مملكة البحرين الصحي في منطقة خان يونس، ومكتبة مملكة البحرين في حي الفاخورة، ومدرسة مملكة البحرين في حي الزيتون، ومدرسة المنامة في تل الهوى، كما نفذّت المؤسسة أعمال توسعة في مدرسة جباليا، وأعادت إعمار مركز حي الشابورا الصحي، وعملت على تجهيز المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية في غزّة بأحدث الأجهزة والمعدات، إضافة لإنشاء مكتبة مملكة البحرين في القدس الشريف بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.

وذكر الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بأنّ المؤسسة أنشأت مجموعة من المشاريع الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية، بهدف إغاثة ودعم اللاجئين السوريين في المملكة، وهي مجمع مملكة البحرين العلمي، مجمع مملكة البحرين السكني، مركز مملكة البحرين للإبداع، وجميع هذه المشاريع في مخيم الزعتري الذي يقطنه مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.

وقال إنّ العدد الكبير للاجئين السوريين في الأردن، دفع المؤسسة لإنشاء المزيد من المشاريع الإغاثية، ومنها مجمع مملكة البحرين السكني، ومكتبة مملكة البحرين، في مخيم الأزرق والذي يضمم عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين أيضاً، إضافة لإنشاء مدرسة مملكة البحرين الأساسية للبنات في محافظة إربد، ومدرسة مملكة البحرين في منطقة أبو نصير في العاصمة الأردنية عمّان.

وبخصوص المشاريع التي تم تنفيذها في جمهورية مصر العربية، قال الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، إنّ المؤسسة نفّذت بناء مدرسة متخصصة للتعليم الأساسي للمرحلتين الابتدائية والإعدادية بمحافظة الشرقية، وبناء مركز صحي في محافظة البحيرة بالتعاون مع الأزهر الشريف.

وأوضح بأنّ المؤسسة أرسلت إلى اليمن 3 شحنات متتالية وبوزن إجمالي بلغ 1,000 طن من المواد الإغاثية والطبيّة، بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأرسلت شحنة من المساعدات الإغاثية العاجلة للسودان، كما أنشأت مركز مملكة البحرين لأبحاث وعلوم النبات بجامعة الخرطوم، إضافة لإرسال مساعدات إنسانية للجمهورية اللبنانية بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت.

وفي جمهورية الصومال الاتحادية قال السيّد، إنّ المؤسسة أرسلت 220 طناً من المساعدات الإغاثية، وأنشأت مستشفى مملكة البحرين التخصصي، ومجمع مملكة البحرين العلمي- جامعة مقديشيو الوطنية، وأرسلت إلى جمهورية باكستان الإسلامية 5 شحنات وبوزن إجمالي 220 طناً من البطانيات والسجاد البلاستيكي، لإغاثة ضحايا الفيضانات التي شهدتها الجمهورية، إضافة لإنشاء 10 وحدات لتنقية مياه الشرب، حيث تنتج كل وحدة 20 جالوناً من المياه يومياً.

وأضاف بأنّ المؤسسة أرسلت 100 طن من المساعدات الإغاثية إلى جمهورية تركيا، لإغاثة ضحايا الزلزال الذي ضرب الجمهورية، وأرسلت 100 طن من المساعدات الإغاثية بالتعاون مع الهلال الأحمر البحريني لمساعدة ضحايا الفيضانات التي تعرضت لها جمهورية الفلبين، و150 طناً من المواد الإغاثية والمواد الإغاثية والبطانيات والأجهزة الطبية، وكذلك إرسال فريق بحث وإنقاذ بالتعاون مع قوة دفاع البحرين وذلك لإغاثة ضحايا الزلزال الذي ضرب جمهورية النيبال الاتحادية، ناهيك عن اتفاقية الترتيبات الإدارية المتعلّقة بإدارة صندوق الإيبولا متعدد الشركاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في القارة الإفريقية.