عبّر عدد من الشخصيات من الجالية المسيحية في مملكة البحرين عن الفرح بافتتاح أكبر كاتدرائية كاثوليكية في منطقة الخليج العربي، والذي يتزامن مع احتفالات المملكة بعيدها الوطني الخمسين، واحتفال الجالية المسيحية بأعياد الميلاد، مشيرةً إلى أنّ هذا مبعث للبهجة والسرور والفخر لجميع المسيحين باختلاف جنسياتهم.

‏ومن جهة أخرى، أشاروا إلى تبنّي مملكة البحرين حزمة مبادرات رائدة تُعنى بالتعليم من أجل إيجاد السلام، حيث أنها تُعزّز المواطنة العالمية وبناء مجتمعات تنعم بالسلام، وهذا ما يجعل البحرين نموذجاً رائداً في التعايش السلمي لتعدد ثقافات ومذاهب مجتمعه الذي يجمع كنيسة وجامعاً ومعبداً في شارع واحد، مؤكّدين بأنه هذا ما يرسّخ حرية ممارسة العقيدة الدينية على أرضها بسلام.



‏وفي هذا الصدد، ذكرت السيدة هالة رمزي فايز عضو مجلس الشورى بأنّ هذا الحدث المسيحي والكاثوليكيّ المهم والبهيج والذي تفضّل سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى بافتتاحه، يؤكد الإيمان الراسخ والفكر المستنير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والذي يعزز قيم التسامح الديني والتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين مختلف الشعوب والحضارات في مملكة البحرين.

‏وشدّدت رمزي على أنّ حرص جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه على تثبيت نهج التسامح بين مكونات المجتمع هو الدعامة الأساسية، وأن توجيهات جلالته بغرس هذه القيم لدى طلبة المدارس لهو أكبر ضمانة لتأصيلها، حيث وجّه وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة تكثيف جهودها التعليمية والتربوية في تطوير ومتابعة مضمون المناهج الدراسية التي تعزز الولاء والانتماء الوطني، وتُثبّت قيم التسامح والاعتدال وتضمن حسن تطبيقها.

‏وتابعت: كما تبنّى جلالة الملك المفدى العديد من المبادرات لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش على المستوى المحلي والعالمي، منها استضافة مملكة البحرين للعديد من الفعاليات المعنية بتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات وآخرها فعاليات مؤتمر "التعليم يعزز التعايش السلمي" تحت شعار "الجهل عدو السلام" بتنظيم من مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.

‏وعلى الصعيد العالمي، أشارت رمزي إلى أنه في العام 2018 تم تدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، في جامعة سابينزا بالعاصمة الايطالية روما، لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش والسلام، وهذا بحد ذاته يؤكد مبدأ البحرين في تعزيز هذه الثقافة الرحبة.

‏ومن جانب آخر، لفتت إلى أن تزامن افتتاح هذه الكاتدرائية مع موسم احتفالات المملكة بعيدها الوطني الخمسين وكذلك احتفال الجالية المسيحية بعيد ميلاد السيد المسيح لهو مبعث للبهجة والسرور والفخر لجميع المسيحين باختلاف جنسياتهم.

‏وقالت رمزي: من المعروف أن مملكة البحرين احتضنت أول كنيسة كاثوليكية في المنطقة وهي كنيسة القلب المقدس في العام 1939، واليوم نحتفل في الكاتدرائية الأكبر على مستوى المنطقة، فالشكر لله على هذه النعمة وكل الشكر والامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه على هذه الرؤية والدعم المتواصل لتعزيز روح التلاحم وتكريس روح التسامح والمحبة مما جعل مملكة البحرين نموذجاً متميزاً في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان.

وبدورها قالت أليس توماس سمعان: تواصل القيادة البحرينية نهج التسامح والتعايش من خلال استمرار الترخيص لفتح دور العبادة لمختلف الأقليات الدينية، حيث شهدتُ بأمّ عيني حجم التفاعل الحكومي والشعبي لتشييد مبنى الكنيسة الانجليزية الوطنية في العاصمة المنامة، حيث حظي المسيحيون في البحرين بالحصول على هبة الأرض لبناء الكنيسة ثم فُتح باب التبرع لبنائها فتدفقت التبرعات من قبل جميع مكونات المجتمع، وشمل ذلك جميع الأديان ومختلف المذاهب.

‏وأضافت: إنني اعتبر ما جرى في تلك الفترة نموذجاً لملحمة تُبيّن مدى الانصهار الاجتماعي والتكاتف فيما بين مختلف مكونات المجتمع البحريني، حيث تُوّج ذلك باكتمال مبلغ التبرعات لبناء الكنيسة والتي تعتبر اليوم عريقة في تاريخها ومميزة في طرازها المعماري، والتي احتضنت فعاليات عالقة في ذاكرة جميع المسيح في البحرين، ومن بين ذلك ما شهدته من أفراح وأتراح.

‏وتابعت بأنّ افتتاح الكاتدرائية الكاثوليكية ليس ببعيد عن مملكة البحرين التي احتضنت أول كنيسة في الخليج منذ أكثر من 120 عاماً، لافتة إلى الروح المحبة للخير والعطاء في قيادة وشعب البحرين.

‏بينما عبّر السيد يوسف حيدر عن بالغ سعادته بافتتاح مملكة البحرين هذا الصرح الديني العظيم الذي يعد الأكبر في الخليج العربي، مشيراً إلى أنها ليست غريبة على البحرين الحبيبة قيادة وشعباً، وهذا يبرز روح التسامح والانفتاح في العلاقات مع المواطنين و المقيمين من شتى الأديان على هذه الأرض الطيبة.

‏وقال: انتهز هذه المناسبة التي تأتي عُشيّة العيد الوطني المجيد لأرفع أصدق أيات التهاني والتبريكات لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

‏وحول جهود البحرين في احتضان المبادرات التي تُعنى بالتعليم من أجل تعزيز السلام، أفاد بأن تعزيز السلام يبدأ من التعلم ويعزز قيم التعايش السلمي، وقال: إنّ البحرين نموذجاً رائداً في التعايش السلمي فهو مجتمع متعدد الثقافات والمذاهب والطوائف، حيث تجد في شارع واحد كنيسة وجامعاً ومعبداً، ما يؤكد حرية ممارسة العقيدة الدينية بسلام على أرضها.