إرم نيوز


بدأت السلطات التونسية، اليوم الاثنين، تحقيقاتها في حادثة العثور على رضيعة حديثة الولادة في أحد أكياس القمامة جنوب العاصمة تونس، وهي الحادثة التي أثارت صدمة لدى الرأي العام التونسي.

وقال مصدر أمني إنّ السلطات الأمنية باشرت تحقيقاتها الأولية للتعرف على هوية والدَي الرضيعة التي عُثر عليها حية بعد نحو ساعة واحدة من ولادتها، مشيرًا إلى أنّ فرضية أن تكون الأم أنجبت هذه الرضيعة خارج إطار الزواج واردة.

تعهّدت مندوبية حماية الطفولة في تونس بملف الرضيعة التي تم العثور عليها وتولي متابعتها الصحية والنفسية إلى حين التعرف على هوية والديها


وأضاف المصدر لـ "إرم نيوز" أنّ الرضيعة نُقلت إلى المستشفى للخضوع للإسعافات اللازمة، وأنّ السلطات طلبت إجراء تحليل الحمض النووي لتيسير التعرف على هوية والديْها، والتوجه بعد ذلك إلى السلطات القضائية لاستكمال التحقيقات القضائية بهذا الخصوص.

وأشار المصدر إلى أنّ وزارة المرأة والطفولة دخلت أيضا على الخط من خلال تعهّد مندوبية حماية الطفولة بتونس بملف الرضيعة وتولي متابعتها الصحية والنفسية إلى حين التعرف على هوية والديها واتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة بشأنهما باعتبارهما ضالعيْن في جريمة التخلّي عن الرضيعة فور ولادتها وتعريضها لخطر الموت.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس تداولوا، خلال الساعات الماضية، فيديو صادما يُظهر عثور شابّ على رضيعة حية داخل كيس قمامة ملقاة في مكبّ للنفايات بمنطقة لاكانيا جنوب تونس العاصمة، مشيدين عبر موقع "فيسبوك" بالعمل الإنساني للشاب الذي أنقذ الرضيعة.

وظهر الشاب في الفيديو وهو يُخرج الرضيعة برفق من الكيس الأسود، ويخلع معطفه لحمايتها من البرد، قبل أن يتولى نقلها إلى المستشفى ويبلغ السلطات الأمنية بذلك.

توجّه الشاب طارق العوني إلى مركز أمني للإبلاغ عن عثوره على الرضيعة التي أطلق عليها اسم "نور" قبل أن يقوم بنقلها إلى المستشفى حيث تمّ إسعافها

وقال الشاب طارق العوني الذي وثّق الحادثة بالصور ونشرها على حسابه على "فيسبوك"، في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية اليوم الاثنين، إنّه كان يجلس في حديقة قريبة من المكان الذي ألقيت فيه الرضيعة حين تناهى إلى سمعه صوت اعتقد أنّه لقطط حديثة الولادة ملقاة في النفايات، فاقترب لاستطلاع الأمر، إلاّ أنّه صُدم حين فتح الكيس ليجد أنّ ما بداخله لم تكن سوى رضيعة.

وأضاف طارق أنّه بقي مشدوهًا من هول ما شاهد، حيث كانت فضلات الطعام تغطي جسم الرضيعة بالكامل، لافتا إلى أنّه توجّه إلى مركز أمني للإبلاغ عن عثوره على الرضيعة قبل أن يقوم بنقلها إلى المستشفى حيث تمّ إسعافها، لتخرج "نور" وهو الاسم الذي أطلقه على الطفلة، إلى نور الحياة بعد أن كانت في الظلمة داخل الكيس البلاستيكي الذي وضعت فيه للتخلّص منها، وفق العبارات التي استعملها طارق في المنشور الذي تداوله آلاف من مستخدمي "فيسبوك".