زينب درويش

زينب عبدالرحمن، شابة بحرينية.. حصلت على رحلة إغاثية إلى سيريلانكا لمدة ثلاثة أيام، وذلك من خلال فوزها برحلة مدفوعة التكاليف من حملة سناد - حملة تطوعية إغاثية - بعد "منشن" صديقتها أفنان جناحي لها عبر حسابهما في الانستغرام، حيث وضع إعلان عن هذه الرحلة.

فيما يلي نص الحوار مع زينب وأفنان...



كيف خطرت لكما الفكرة؟

زينب: لم نكن مخططين لهذه السفرة، كنت أدرس بشكل طبيعي وفجأة راودني عدد من التعليقات عبر حسابي في الأنستغرام من صديقتي أفنان على صورة نشرتها الحملة في حسابها.

أفنان: وجدت إعلان الحملة عبر الأنستغرام، وسجلت معها عبر موقعها الإلكتروني، وكان يشترط أن نجمع ألف دينار لصالح قرية سناد النموذجية في سيريلانكا.

هل حصلتم على الدعم من المتبرعين؟

أفنان: المتبرعون كانوا متعاونين جدا، فلم أتوقع أن أجمع المبلغ المستحق لقبولي للرحلة، ففوجئت بعدد المتبرعين ولله الحمد لازال هناك عدد من الناس المساهمين، ولكن بعضهم ساهم معنا بالهدايا عوضا عن المال.

ماذا فعلتم في اليوم الأول من الرحلة؟

زينب: زرنا المناطق الفقيرة في سيريلانكا، وبدأنا بتوزيع الهدايا والحلويات للأطفال والمشامر للأمهات.

عرفينا على قرية سناد النموذجية، وما الهدف من هذه الرحلة؟

زينب: هو مشروع تم وضع حجره الأساس في منطقة ايركمام في سيريلانكا قبل عام تقريبا، وذلك لبناء قرية سناد النموذجية للأسر الفقيرة المسلمة. فتم البدء بتجميع التبرعات واستكمال بنائه، وكان الهدف افتتاح القرية المكونة من مسجد يسع 350 شخصا، 37 منزلا، بئر ماء، حديقة للأطفال، ومحلات وقفية.

كيف كان استقبال أهالي منطقة سناد لكم؟

أفان: في طريقنا للقرية كان أهالي المنطقة يخرجون من منازلهم ويلوحون لنا وكأننا من المشاهير أو أننا نحن من نصنع لهم الأمل، وحين وصولنا للقرية رأينا حشدا من الناس ينتظرونا بشغف، شعرت بالخوف والتوتر في البداية لرؤية هذا العدد الكبير من الناس، كانوا أكثر من 270 شخصا، ولكن في نزولنا من الباص شعرت بالراحة بعد استقبالهم لنا بسلاسل الورود والتحيات الحارة.

كيف تم افتتاح قرية سناد النموذجية؟

زينب: قمنا بقص الشريط لفتح البئر والقرية بأكملها، وكل فرد منا قام بافتتاح منزل، بعد قص الشريط يقوم أهل المنزل بأخذنا في أحضانهم وتقبيل أيادينا، فكنا نحرج كثيرا وكان الشعور لا يوصف. وزرعنا شجرة صغيرة أمام كل منزل مع توزيع القرآن والتمر لكل منزل. وبعد ذلك افتتحنا الحديقة، وبدأ الأطفال باللعب فيها.

أما بالنسبة للمسجد فهو لم يكتمل بعد، مازالوا يجمعون التبرعات. وأيضا ساهمنا بذبيحتين.

ما اللحظات التي كانت مؤثرة؟

زينب: ولد طفل في القرية وتم تسميته "عماد بناءً على شعار الحملة ألا وهو (شبابنا لأمتنا عماد).

والتقينا بمجموعة من السيدات اللاتي كن يعملن في الخليج كعاملات، فكان بعضهن يجدن اللغة العربية والإنجليزية، وكن يعلمن أطفالهن اللغة لمساعدتهم في قبول مكاتب الاستقدام لهم والعمل كعاملات، فواحدة من السيدات كانت تعمل في البحرين والآن تعمل هناك بجمع الفلفل الأحمر، فتحصل في اليوم الواحد 3 دولار فقط لتصرف على عائلتها.

أفنان: مرت علي طفلة كانت عيناها جميلتين وكانت تتقن القليل من اللغة الإنجليزية فشجعتها وتحدثت معها قليلا، ثم اصطحبتني لأمها لتعرفني عليها، فكانت أمها تجيد اللغة العربية، فقالت لي إن ابنتي تتعلم اللغة الإنجليزية لتكون قادرة على العمل كعاملة منزل في دول الخليج، وأشارت الطفلة إلى الأساور التي كنت أرتديها، فأعطيتها واحدة لتحفيزها على مواصلة تعلم اللغة الإنجليزية.

ماذا فعلتم في اليوم الثالث؟

أفنان: كان اليوم الثالث مخصص لزيارة الميتم، رحبوا بنا أيضا بسلاسل الورود وبرامج ممتعة واستعراض لمواهبهم بسيط، في المقابل قمنا بإلقاء الأناشيد الوطنية، وكانوا في الميتم يدرسونهم اللغة العربية ويحفظونهم القرآن، فكنا نتحدث معهم باللغة العربية الفصحى. وكانوا يعتبرون المعلمة كالأم لهم.

زينب: جهزنا برامج وأنشطة للأيتام وبعض من الهدايا المتواضعة وعلمناهم بعض الحرف البسيطة، كلصق أعواد الخشب على حواف الصورة لتكون كإطار لها. وثم تناولنا الطعام معهم.

ما المواقف الجميلة والمضحكة التي صادفتكم في الرحلة؟

أفنان: أبسط الكلمات كانت تفرحهم كثيرا، فكنا نقول لهم "أنت جميلة" كانوا يبتسمون ويخجلون كثيرا وكل ما نراهم يحضوننا ويقبلوننا.

كنا في الرحلة نأخذ وقت طويل في الباص لاختيارنا الطريق الجديد على الساحل فكنا نمضي 4 ساعات تقريبا في الباص، في البداية كان الأمر مزعجا، ولكن المدربة أشواق، كانت تلقي لنا بعض من المحاضرات الشيقة والتي استفدنا منها كثيرا، وتعرفنا على أعضاء الحملة أيضا.

زينب: كنا بعد الزيارات نتوقف عند البقالات، نتأمل حصول شيء جديد لديهم، ولكن البقالات تكون خالية تماما ووقفنا أيضا عند بقالة أخرى وجدنا فيها مشروب غازي قد شرب منه وكان في البراد معروضا للبيع.

ما هي الأشياء المستفادة من هذه الرحلة؟

زينب: هذه الرحلة إضافة الكثير لشخصيتي، واكتشفت شخصيتي، وتغيرت رؤيتي للحياة، وأن السعادة والرضاء بما أعطانا الله هو أهم شيء.

أفنان: عند السفر للدول المتقدمة نكون متحمسين قبل السفر وأثناء السفر فقط ونرجع بلا أي هدف.

ولكن هذه الرحلات ترجع منها وأنت تحمل كمية كبيرة من الاستفادة وقد تغير مسرى حياتك بأكملها.

وبالتأكيد لن تكون هذه آخر رحلة إغاثية لنا، فهو بداية مشوارنا، وننصح الجميع بخوض هذه الرحلات الإغاثية.