عائشة عبدالله ومريم محمد:

سعت طالبة الإعلام الرقمي بجامعة البحرين نور خالد إلى نقل أجواء الجامعة وما يمر به الطلبة من مواقف و مصاعب بأسلوب فكاهي من خلال حسابها في الإنستغرام بعنوان "يوميات حصة"، مستخدمة الرسوم المتحركة لإنتاج فيديوهات .

أخبرينا عن نفسك؟



طالبة إعلام رقمي بجامعة البحرين مهتمة بالرسم والأنيميشن (التحريك) والتصميم وكل ما يتعلق بالفن .

ما قصة يوميات حصة؟

شخصية حصة هي شخصية وهمية و القصة كذلك مبنية على أساس وهمي، هي طالبة إعلام في جامعة البحرين منذ 2010 وبعد محاولات كثيرة تتخصص في الإذاعة والتلفزيون ولم تجد فرصتها.

فبعد أن نجحت بذلك و تم قبولها حاول الكثيرون إحباطها بحجة عدم امتلاكها لوجه تلفزيوني و لا صوت يناسب الإذاعة فاتجهت لوسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا عبر " الانستغرام" لتثبت أنها تمتلك مقومات النجاح التي اختزلوها بصفات نمطية وبرهنت لهم ذلك .

على أي أساس بنيت شخصية حصة؟

أردت أن يكون للشخصية جانب مكافح فمنذ 2010 هي طالبة لم تستسلم للظروف و لتعطي بصيص أمل لمن يستثقل الذهاب للجامعة يوميا بأن جميع ما يمر به الطالب نمر به جميعا ولكن نكتم هذه المواقف فتتراكم حتى تصبح مشكلة فجعلتها متنفسا لهم يعبر عما يمرون به من مشاكل فردية و جماعية حتى أكسر الحاجز و تصل لمن هم أعلى من الطلاب، فقد تحدث فرقا يوما ما.

كيف بدأت بـيوميات حصة؟

أنشأته كمتطلب جامعي لمقرر إدارة محتوى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بإشراف د. أماني الحلواجي. في البداية كنت متخوفة من الفكرة إذ يتميز جو الجامعة بالرسمية والجمود وأكثر الحسابات التي تخص الجامعة تقدم خدمات جادة بالدرجة الأولى ، ولكن بسبب موقف قديم مع أستاذة المقرر تشجعت للفكرة، في سنتي الأولى بتخصص الإعلام طلبت مني د. أماني عرض أعمال الرسوم المتحركة التي أنتجها ولكن لم تكن أعمالي بالمستوى المطلوب فخجلت ؛ كانت بسيطة لذا امتنعت عن ذلك ولكن لم أنس رغبتها في رؤية أعمالي . ومع هذا المقرر انتهزت الفرصة وبدأت الإنتاج لأبين للدكتورة أنني لم أنس وسعيت و تعلمت كثيرا حتى أرقى لمستوى أتمكن من عرض أعمالي عليها .

ما هي التحديات التي واجهتك؟

إنتاج المقاطع في فترة الامتحانات، أهملت الحساب لفترة بسبب الضغط الشديد الذي عانيته من الدراسة لدرجة أنني فكرت بالتوقف عن الإنتاج إلا أن إلحاح المتابعين لرفع مقاطع جديدة شجعني على الاستمرار رغم الضغوطات الدراسية .

هل لديك القدرة على الاستمرار بالعمل لوحدك؟

في الوقت الحالي نعم، المقاطع التي أنتجها بسيطة لا تزيد مدتها عن دقيقة واحدة ولكن سأكون فريق مستقبلاً لأنه من الصعب أن يقوم شخص واحد بكتابة السيناريو والرسم و التحريك ، إضافة إلى الكادر الصوتي لتأدية الأدوار التي ستسمح لبروز شخصيات ثانوية مع " حصة " .

هل وصلتك عروض تجارية من وراء شخصية حصة؟

نعم وصلتني طلبات عديدة لشراء شخصية حصة للترويج للسلع والخدمات التي يقدمونها فوجدوا بطبيعة شخصيتها كثيرة التذمر طريقة جذابة للترويج بالإضافة لاعلانات و رفضت بالطبع .

شعورك بالنجاح الذي حققته الشخصية؟

فرحت كثيراً لوصول المشاهدات إلى 40 ألف مشاهدة وردود الفعل الإيجابية حيث لاقت الشخصية محبة من المتابعين محققة صدى على مستوى واسع و ردا للجميل قمت بعمل تقويم منظم للطلبة للفصل الثاني الدراسي فأنا أعلم جيدا صعوبة تنظيم الوقت و لاقت الفكرة إعجاب الكثيرين الذين شكروني وجها لوجه و من خلال حسابي على الانستغرام و قاموا بتحميله و طباعته وأجد اليوم أشخاصا يحملونه في الكلية فابتسم .

بعد تخرج حصة، إلى أين سيتجه الحساب؟

المقاطع التي تخص الجامعة متوقفة حالياً ولكنني سأنقل الشخصية من مرحلة الدراسة إلى مراحل أخرى في العمل و خارج نطاق الجامعة فتعبر عن فئات أخرى موجودة في المجتمع بالإضافة للطلبة .

ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال شخصية حصة؟

عندما تضيع فرصة أو تم رفضك في مكان ما لا تقف عند هذا الحد وتستلم، تأتيك فرص كثيرة تستطيع استغلالها بطرق مختلفة للوصول إلى أهدافك ، ولإيصال رسالتك لا تحتاج إلى ضرب الأطراف الأخرى أو الإساءة إليها بل تستطيع التعبير عن رأيك بأدب و جميعنا اليوم نمتلك أدوات و مؤسسات تدعم المواهب الشبابية و تطورها فقط ابدأ .

كيف توازنين بين الدراسة وإنتاج المحتوى؟

الإنتاج بما فيه الرسم والتحريك والأداء الصوتي يستغرق 48 ساعة، وكوني طالبة جامعية أحتاج إلى تخصيص وقت للدراسة لذا أقسم العمل على ساعات طوال الأسبوع وأحياناً أضطر إلى السهر حتى لا أتأخر عن تقديم ما هو جديد للمتابعين و بمجرد رفع الفيديو و اتلقى ردود الفعل يزول التعب .

هل توجد حسابات منافسة لحسابك؟

توجد حسابات لها نفس فكرة حسابي، بمعنى أنها تصميم شخصية كارتونية وإنتاج محتوى يتناسب مع تلك الشخصية، ولكن لا توجد حسابات في الوقت الحالي تقدم المضمون الذي أقدمه ، فلا أظن أن هناك منافسين .

أشخاص لهم دور فيما وصلتِ إليه؟

أمي أول متابعة لي دائما ما تقترح أفكارا جديدة تضيف لي الكثير فوجدت كل الدعم و المساندة كذلك أخي حمزة. كما لاقيت تشجيعاً من صديقاتي و المتابعين . ما وصلت إليه عبارة عن جهد متراكم ، تعلمت الرسم على يد د.سماء الهاشمي، وتعلمت التحريك من أ.خولة الحسن، بينما أعطتني د.أماني الحلواجي الفرصة و فتحت الباب لأجمع تلك المهارات و أقدم على خطوة جديدة مشجعة لموهبتي و مهاراتي طوال الفصل الدراسي و إلى اليوم أجدها بجانبي و تضرب المثل للطلبة بهذا الإنجاز ، أوجه لهن كل الشكر والتقدير والاحترام و بالتأكيد هنادي الشيخ و أ. بشاير المهدي و أ. سمر الابيوكي كانوا هن أوائل الداعمين دائما .

كلمة أخيرة؟

أود شكر الكادر النسائي بهيئة التدريس بجامعة البحرين اللاتي يفرضن احترامهن بطرق التدريس المثالية و أسلوب التعامل الخلوق و النقد السليم و أرواحهن المرحة، ونرى الحب الواضح لعملهن.. فحقا حملن رسالة المعلم و استحقت كل منهن شرف اللقب بجدارة . بالإضافة لجامعة البحرين التي أعطت فرصة لكل طالب راغب في التعلم أن يجلس على مقاعدها و يكافح لنكون خريجي هذا الصرح العظيم و منارات المستقبل.