عمان - غدير محمود

يا نايم وحد الدايم.. قوموا على سحوركم اجا رمضان يزوركم.. تسحروا فإن في السحور بركة، بهذه العبارات يبدأ المسحر مشواره الليلي في شهر رمضان المبارك من قبل الفجر وحتى الأذان الأول.

تشبه شخصية المسحر الفنان الذي يجود علينا بعباراته وصوته الشجي ويتجول في الحارات والأزقة مضيفاً جواً رمضانياً لأن السحور سنة نبوية بعد أن هددت التكنولوجيا هذه الإرث.



وفي الأردن لاتزال عادة وجود المسجر منذ القدم حيث كان يشغل هذه المهنة شخص من كبار السن بعد اختياره من قبل وجهاء المنطقة وأئمة المساجد أما الآن أخذ شباب على عاتقهم إيقاظ الناس للسحور كنوع من التطوع.

يستخدم المسحر الطبل الذي يصل صوته لأبعد مكان، وفي نهاية الشهر الفضيل يقدم الصائمون زكاة الفطر للمسحر كنوع من المكافأة على إيقاظهم.

ويعتبر وجود المسحر عادة مشتركة بين الدول الإسلامية وعادة ما يرتدي ثياباً خاصة وطربوشاً، يحمل بيده طبلاً وفي بعض الدول فانوساً لإنارة الطرق المظلمة، يقف أمام البيت ينادي على أهله.

أصبح المسحر اليوم يجوب الشوارع بسيارة ومكبرات الصوت التي تصدح بالأناشيد الإسلامية.

بدأت مهنة المسحر منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور.

وبحسب الروايات، إن أول من نادى بالتسحير عنبسة ابن إسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبل هم أهل مصر.

أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان.

ويحظى المسحر بأطباق منوعة من الطعام من البيوت التي يوقظها وحلويات رمضان والعيد.

ويعتبر المسحراتي علي المغربي من أشهر المسحراتية في الأردن.. ومسحر من عائلة مُسحّرين، فوالده الذي كان إمام مسجد هو من أشهر المُسحرين في عمان قديماً بمنطقة جبل الحسين، وقد أُشتهر أيضاً بصناعة طبول التسحير حيث كان المُسحرون الآخرون يقصدونه لشراء وتصليح طبولهم الرمضانية، كذلك فإن أشقاء علي الأكبر منه سناً مارسوا عملية التسحير قديماً.