روى محمد عمر المختار أخباراً عن والده أسد الصحراء، بدأت الهمامي حوارها ذاك باستذكار واقعة هبوط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في مطار روما وعلى صدره أوسمة ونياشين وصورة عمر المختار الذي أعدمه الايطاليون شنقاً أثناء احتلالهم ليبيا، فبحسبها، كان للصورة في ذلك المكان والتوقيت دلالتها الرمزية التي لا تُخفى، لكن هناك من يقول إن علاقة العقيد بالمجاهد ملتبسة، فهو الذي أمر بنقل ضريحه من بنغازي الى منطقة صحراوية اسمها السلوق، لأنه "لا يحتمل أن يكون لأحد في الجماهيرية شعبية كبرى غيره".

وفي أثناء الحوار، أخبر "الحاج محمد" الهمامي أن عمر المختار بالنسبة إلى ابنه هو الأسد الحقيقي الذي قتل الأسد الذي كان يحكم غابة الجبل الأخضر، فبعد أن احتار في أمره جميع الثوار والمارين عبر شعاب الغابة، "ذهبوا إلى عمر المختار وقالوا له عجزنا عن اقتناص هذا الأسد الذي التهم عدداً منا، فتنحنح ولم يتكلم، نظر إليهم، عدّل وضع بندقيته ودخل الغابة، في اليوم التالي كان الأسد جثة باردة في الغابة، انتظر عمر المختار خروجه أكثر من عشرين ساعة في مسلكه اليومي وواجهه وقتله، أسد قتل أسداً"، ولعل هذا ما دفع الضابط الإيطالي الذي أعدم أبي لأن يؤلف كناباً بعد قتله.