يحاول نشطاء ومنظمات العمل في مجال تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة من خلال إحياء ذكرى شخصيات نسائية علمية وفنيّة وسياسية أثرت في البشرية لكنها صارت بعد ذلك في طيّ النسيان.

وتقول الباحثة ميشال بيرو “كل ما نعيشه منذ عام، وتحديداً منذ انطلاق حملة أنا أيضاً، يسير في هذا الاتجاه، إنها حركة عميقة لاكتشاف النساء ودورهنّ في التاريخ”.

تأخذ جمعية “من لا صفحات لهم” على عاتقها هذه المهمة، وهي تحاول أن تردم الهوّة الكبيرة في عدد الصفحات على موقع ويكيبيديا بين الرجال والنساء، وتقول ناتاشا رو الناشطة في هذه الجمعية “هناك صفحة على موقع ويكيبيديا مثلا للكاتبة والمفكّرة والناشطة الفرنسية سيمون دو بوفوار ولكن ليس لكلّ النساء اللواتي حقّقن أشياء مهمة”.

ومن الشخصيات النسائية العلمية التي كانت غائبة عن صفحات ويكيبيديا العالمة الكندية دونا ستريكلاند الحائزة على جائزة نوبل للفيزياء عام 2018 والمتخصصة في أشعة الليزر، وظلّت هذه العالمة غائبة عن صفحات الموقع إلى حين إعلان فوزها بجائزة هذا العام الثلاثاء مع عالمَين آخرين، لكنهما كانا حاضرين على صفحات الموقع قبل أن يحوزا الجائزة.

وتتكرر مثل هذه الملاحظة مع كثير من النساء، وتقول ناتاشا رو “غالباً ما تعرّف النساء على صفحات الموقع بعلاقاتهن مع الرجال الأقوياء، وقد لا يحضر ذكرهنّ أصلاً”. فالبحث عن اسم لو أندرياس سالوميه ظلّ لوقت طويل يُعلم المتصفّح بأنها كانت قريبة من نيتشه وريلكه وفرويد، ولا يأتي على ذكر أنها كاتبة وروائية ومحللة نفسية.

ويعمل موقع ويكيبيديا بمساهمات متطوّعين، ينشئون صفحات ويعدّلون معلوماتها ويطوّرونها، ويشكلّ الذكور 80% منهم، أما الصفحات الخاصة بالشخصيات الذكورية فتشكّل 83% من صفحات الموقع، ويقول جيمي ويلز مؤسس موقع ويكيبيديا “نظنّ أن هذه مشكلة حقيقية، ونحن ندعو النساء للانضمام إلينا لأننا بحاجة إلى المساعدة”.

ويبدو أن قلّة أعداد النساء المساهمات في الموقع سببها المشاحنات التي تقع بين المساهمين، ولذا لا بدّ من تدريب المساهِمات الجديدات على طرق استخدام وسائل العمل وقواعد النشر، وفي العامين الماضيين، أنشئت على الموقع 3300 صفحة عن شخصيات نسائية بفضل جهد الجمعية.

وعملت مجموعة من المدونين والمدونات المتطوعين والمدربين على طريقة النشر في الموقع على البحث عن مسيرات سيدات لهن تاريخ حافل لكنهن لم يتم الاهتمام بهن ولم توضع صفحات تحمل المعلومات الهامة حولهن والتي قد يحتاجها من يريد على التعرف عليهن ومعرفة مسيراتهن.