شهر رمضان المبارك كشف الغلاء الفاحش في أسواق المملكة، الفارق بان المشتريات زادت نسبتها عن المشتريات ما قبل رمضان، فالكثير من الناس ربما لم يلاحظوا ارتفاع الأسعار إلا عند قدوم رمضان، حيث تغيرت حينها ثقافة الشراء لتكون عند البعض شبه يومية وهذا التغيير ليس مرتبط بالإفطار فقط إنما في الإفطار والغبقة والسحور والنقصة وليلة القرقاعون وفناتق رمضان عندها يحسب المشتري قيمة كل سلعة وبالتأكيد يعرف سعرها، ليدرك تماماً أن ما في جيبه لا يغطي كل تلك المشتريات لشهر رمضان الفضيل ليس لكثرة المشتريات وإنما لزيادة الأسعار والراتب يدور حول نفسه.

نواجه مشكلة حقيقية وهي ارتفاع الحياة المعيشية مع تدني الرواتب وزيادة الضريبة، لا توازن بين الكفتين، والعلاقة عكسية للأسف الشديد، والحياة تتطلب الكثير ليس في رمضان فحسب، إنما على مدار السنة، والرواتب لا تكفي لإنعاش الأسواق المحلية، وأغلب البضائع الكمالية كاسدة، وبعض التجار يتلاعبون في الأسعار بلا ضمير برغم علمهم حاجة المستهلك لهذه البضائع خاصة الأطعمة، يعني الخضار يرتفع في شهر رمضان بشكل غير مسبوق وعلى المتضرر الذي لا يستطيع الشراء أن يلجأ إلى ربط الحزام «يعني شنو سلطة أو صالونة من غير طماطم، عادي مشو اللعب»، وقيس على ذلك الكثير من الأطعمة الأساسية من لحوم وفواكه حتى الدجاج شطح في سعره والله المستعان. يعيش البعض في حالة لا يعلمها إلا الله مع الغلاء في رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك يليه حالة من التوتر من عدم الاستقرار المادي إذ يعد هذا الشهر المبارك شهر الإنفاق وحمل لا يطاق عند كثير من الناس، لا نريد أن نصل إلى مرحلة سوء المعيشة، نتيجة تدني الأجور وارتفاع الأسعار، لا نريد أن يتسم مجتمعنا بوجود فجوة كبيرة بين طبقات المجتمع، بين متوسطي الدخل، وفاحشين الثراء، لا نريد أن تزداد هموم الشراء وجشع التجار واحتكار البضائع والسوق السوداء، الله لا يعودها من أيام، ولكن أيام الجائحة لم تكن الأسعار مثل هذه الأيام، كنا في مأمن، واليوم انقلب الحال، زادت الضرائب وساءت الأحوال، وكأننا نحن مسؤولون عن ما آلت إليه المجتمعات مع انتشار فيروس كورونا فارتفع كل شيء إلا الراتب محلك سر! بالتأكيد هي مسألة متعلقة أما بتنظيف جيب الفقير.. أو بتنظيف جيب الفقير!! والفقير ما يركب سيارة ولا يروح أو «ايي» أو يشتري أو يأكل طماط!!