برغم الأزمات العالمية المتعاقبة بدءاً من «كورونا» ومروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من توابع سلبية وكارثية على الاقتصاد العالمي إلا أن القطاع المصرفي والمالي في البحرين لايزال يحقق الإنجاز تلو الإنجاز بفضل إدارة كفؤة وموظفين وعاملين يمتلكون من الخبرة والإمكانات والقدرات الكثيرة التي جعلت من القطاع المصرفي أنموذجاً يحتذى به في فن الإدارة وكذلك البحرنة، حيث تبلغ نسبة البحرنة في هذا القطاع أكثر من 77% من القوى العاملة به فيما بلغت في القطاع المالي 68.6% من إجمالي العاملين وذلك بحسب البيانات الرسمية.

وإنجاز اليوم الذي نتحدث عنه هو ما كشفه تقرير حديث صادر عن شركة «كامكو إنفست» عن مواصلة تسجيل البنوك والمصارف البحرينية تحسناً في نتائجها المالية، مما يؤكد سير خطة التعافي الاقتصادي في الاتجاه الصحيح، لافتاً إلى أن البنوك والمصارف في البحرين استطاعت تسجيل تحسن في نتائجها المالية خلال الربع الأول من العام الجاري 2022، حيث إن الشركات المدرجة في بورصة البحرين سجلت ارتفاعاً بنسبة 62.4% على أساس سنوي لتصل إلى 922.5 مليون دولار أمريكي، كما سجل قطاع المواد الأساسية أكبر صافي أرباح خلال الربع الأول من عام 2022 عند 389.3 مليون دولار مقارنة بـ138.4 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2021.

وأضاف التقرير أن البنوك والمصارف في مملكة البحرين سجلت نمواً إجمالياً بنسبة 15.5% ليصل إلى 384.5 مليون دولار، كما سجلت شركات التأمين نمواً بنسبة 150% ليصل إلى 29.9 مليون دولار، وحقق القطاع المالي بشكل عام 32.3 مليون دولار مسجلاً زيادة بنسبة 61.3%. وتأتي أهمية التقرير وهذا الإنجاز كون شركة «كامكو إنفست» تعد واحدة من أكبر شركات الاستثمار في المنطقة من حيث حجم الأصول المدارة، ولها مكاتب في أسواق مالية إقليمية رئيسة.

إن مثل هذه الإنجازات لتؤكد من جديد على أن البحريني قادر على التميز والإبداع وتحقيق الإنجازات وهي إنجازات ليست وليدة اليوم فلقد لعب القطاع المصرفي دوراً بالغ الأهمية في إظهار وإبراز مملكة البحرين كمركز مالي رائد في المنطقة.

هذا الإنجاز المصرفي هو حلقة في سلسلة من الإنجازات الكبرى التي تشهدها البحرين في مختلف المجالات بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء الموقر.

تحية واجبة لكل العاملين والقيادات في البنوك والمصارف البحرينية وعلى رأسهم سعادة محافظ مصرف البحرين المركزي السيد رشيد المعراج.

إن هذا الإنجاز المستحق للقطاع المصرفي والمالي هو رسالة لمن يهمه ويعنيه الأمر بأن القطاع الأكثر حيوية في البحرين، حّول البحرين بأيادٍ وعقول بحرينية إلى مركز مالي رائد في المنطقة، يستحق هذا النموذج أن يعمم في البحرين ويُعطى البحريني فرصة في كل المجالات لاستيعاب قدراته وإثبات ذاته كما أثبتها بجدارة في القطاع المصرفي والمالي.