عاد الطلبة، وعادت معهم الحياة لتدب في أروقة المدارس، بعد عامين ونصف من الانقطاع، والدراسة «أون لاين»، وما بها من إيجابيات وسلبيات، ولذا أول ما أقوله هو يجب ألا نعود إلى المربع الأول.

ما جرى خلال العامين الماضيين، من جهود كبيرة للتعليم «أون لاين»، كانت مهمة جداً، ويجب ألا تنسينا العودة إلى التعليم الحضوري، الفوائد التي جنيناها من التعليم عن بعد، ولا المكتسبات التي حدثت.

فمثلاً، وجود فيديوهات على قنوات الوزارة، تشرح المنهج وبعض الدروس، من قبل مدرسين أكفاء، هو أمر يجب أن يستمر، والطالب الذي لم يفهم خلال الحصص الدراسية، يمكنه العودة للشرح مجدداً عبر الإنترنت.

والواجبات والأنشطة المدرسية، التي جرت «أون لاين»، يجب ألا نعيدها إلى العصر الحجري، ونعود وننسى كل ما قام به الآخرون خلال فترة التعليم عن بعد، ويجب أن تبقى الأنشطة كما كانت من خلال التطبيقات عبر الإنترنت.

يجب أن نستغل ما قمنا به، لتكون الدروس لطلبة المراحل الأولى، مشروحة عبر أفلام كرتونية، وشخصيات وحتى تطبيقات للهواتف والألواح الذكية، يمكن من خلالها للطالب استيعاب المزيد من المعلومات عبر اللعب بدلاً من طرق الشرح التقليدية التي قد نعود إليها.

كما يجب الاستمرار بتطوير قدرات المدرسين في مجال الإنترنت والفيديو والكمبيوتر، وليس التوقف عنها لمجرد العودة إلى التعليم الحضوري.

أقترح أن يكون هناك تطبيق خاص بوزارة التربية والتعليم، يمكن لكل أولياء الأمور الدخول إليه، ومتابعة درجات أبنائهم، ومستواهم التعليمي، بدلاً من أن يكون يوماً مفتوحاً في الفصل الدراسي أو السنة كاملة.

ويمكن هذا التطبيق أيضاً، المدرسين من كتابة الملاحظات حول الطلبة، والتي تصل مباشرة لولي الأمر، وإبلاغه بوجود واجبات أو تطبيقات أو امتحانات أو أي أمور أخرى تخص الطالب.

سيكون من المفيد جداً، لو احتوى هذا التطبيق أيضاً على الفيديوهات والكتب الدراسية «أون لاين»، ويمكن لأولياء الأمور متابعتها وتحميلها وحث أبنائهم على الدراسة عبرها.

والأجمل، لو تم السماح للمشرفين والأخصائيين بالدخول إليه، ومتابعة الحالات الطلابية، ومراجعة ما يكتبه المعلمون عن طلبتهم، ومعرفة من يحتاج منهم إلى دعم سواء نفسياً أو دراسياً، ويتم ذلك بشكل تلقائي.

كل هذه الأمور الإلكترونية، يجب ألا نتخلى عنها، ونعود إلى المربع الأول، حيث نفقد ما اكتسبناه من بعض الإيجابيات في التعليم عن بعد، ونبقى في منطقة «الراحة» المزعجة.