تُجرَى اليوم السبت الموافق 19 نوفمبر 2022 جولة الإعادة في الانتخابات النيابية والبلدية 2022 والحاسمة لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب والمجالس البلدية للسنوات الأربع المقبلة، ومملكة البحرين تقف على أرضية صلبة في مسيرتها الديمقراطية، بعد أن أثبت شعب البحرين في الجولة الأولى من الانتخابات وبلوغ نسبة المشاركة 73% أنه الرقم الصعب القادر على رد كيد الحاقدين في الداخل والخارج، والذين ما فتئوا يحاولون عرقلة المسيرة بكل الأكاذيب والشائعات.

إن مشاهد الطوابير الطويلة أمام لجان الاقتراع والفرز خلال الجولة الأولى ومشاركة مختلف فئات الشعب من الشباب وكبار السن وذوي الهمم والمرأة، وحالة الفرح والبهجة التي سادت أجواء الانتخابات كانت خير رد على الضلالات التي روجت لها مواقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» و«فرنسا 24»، وبعض المؤسسات الدولية التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان مثل «هيومن رايتس ووتش» وغيرها ومزاعمها عن وجود «قمع سياسي» ومنع بعض الشخصيات والجماعات السياسية من المشاركة في الترشح والتصويت، وهي دعاوى قديمة جديدة أكدت الوقائع على الأرض كذبها وضلالها.

لقد قدم شعب البحرين بهذه النسبة غير المسبوقة من المشاركة في الانتخابات منذ 2002 رسالة للعالم كله تكشف كل هذه الدعاوى الظالمة والكاذبة، وأثبت أنه على يقين واقتناع تام بضرورة مواصلة درب التنمية والتطوير الذي يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، فكان أبناء البحرين على قلب رجل واحد واضعين نصب أعينهم الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وكانوا ولا يزالون الداعمين الأكبر لاستكمال نهضته التنموية والديمقراطية.

وبالتأكيد فإن هذه الأحقاد الدفينة والشائعات التي روجت لها المواقع الخارجية وبعض المحاولات اليائسة والبائسة التي سعى لها بعض الجهات في الداخل من خلال نشر الأكاذيب وبث رسائل هاتفية لثني المواطنين عن المشاركة، كلها كشفت عن وجه بغيض لجهات وأطراف لا تريد الخير للوطن وشعبه، ولكنها تناست حقيقة لا تقبل الشك، وهي أن شعب البحرين لديه من الوعي والانتماء ما يجعله عصياً على الانسياق وراء تلك الحملات، وأنه يبادر إلى أداء الواجب الوطني في كل الأوقات.

وهنا نتساءل، إلى متى ستظل «بي بي سي» وغيرها في إغماض العين عن الحقيقية، وإلى متى ستظل المؤسسات الحقوقية الدولية هكذا غارقة في بحور «التسييس»؟، أما آن لهؤلاء الموتورين أن يتوقفوا ويعرفوا حجمهم الحقيقي ؟، ألم يتعظ أصحاب الأجندات الخارجية ويتعلموا مما جرى في 2011، حينما أوقف شعب البحرين بالتفافه حول قيادته وراية وطنه المخططات الشريرة والآثمة، والتي أرادت النيل من أمن وسيادة واستقرار البحرين؟

إن شعب البحرين اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر، ونتطلع إلى أن تثمر الانتخابات النيابية والبلدية عن اختيار أسماء وشخصيات قادرة على القيام بأعباء هذه المسؤولية الكبيرة، وأن يكون لديهم من الوعي السياسي والرؤى والتصورات التي ترتقي بالديمقراطية البحرينية وتقوية أركانها تشريعياً ورقابياً، وأن يضعوا احتياجات المواطنين وتطلعاتهم في مقدمة الأولويات.. حفظ الله مملكة البحرين وشعبها وأدام عليها نعمة الأمن والسلام والاستقرار.