نسب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي أنه قال أخيراً «لقد جعلنا العراق واليمن من أكثر الدول تقدماً». وسواء قال خامنئي ذلك صراحة أم لم يقله فإن الأكيد هو أن النظام الإيراني يؤمن بأنه جعل ذينك البلدين العربيين متقدمين مثلما يؤمن بأنه لولاه ولولا «حزب الله» لما تمكن لبنان وسوريا من الاستمرار في الحياة يوماً واحداً ولا نهاراً فور أي محنة تواجههما ولصارا لقمة سائغة لإسرائيل، ولغابت مفردات كثيرة من قواميس اللغة ليس أولها نضال ولا آخرها مقاومة.

مثل ذلك الأمر يقوله كل المسؤولين في النظام الإيراني وفي مختلف المناسبات لكل وسائل الإعلام وينشرونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بعبارات وصيغ مختلفة رغم أن الجميع يرى بوضوح الحالة التي صارت فيها هذه الدول وكيف صار مواطنوها يعيشون الفاقة والفقر ويذوقون الذل والهوان، فهذا النظام يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هيأ له السلطة في إيران ليكون سبباً في ارتقاء دول المنطقة كلها ولإبادة إسرائيل التي لايزال العالم كله يتساءل عن الأسباب التي لم يطلق فيها هذا النظام «صويريخاً» واحداً عليها حتى اللحظة.

النظام الإيراني الذي لم يتمكن من جعل إيران التي اختطف ثورة شعبها وحكمها أكثر من أربعة عقود نصف أو ربع أو حتى عشر متقدمة ولم يتمكن من انتشال ملايين الإيرانيين من الفقر وأعاد البلاد إلى عصور ما قبل الجاهلية لا يمكن حتى للأعمى أن يصدق ما يقوله عن تلك الدول التي سيطر على مفاصلها ويبتزها بشعارات زائفة.

سوريا والعراق ولبنان واليمن كانت بخير فقط قبل أن يتمكن النظام الإيراني منها، وستبقى كل دولة بخير طالما ظلت بعيدة عن هذا النظام الذي بدأ الشعب الإيراني يحول احتجاجاته وانتفاضته ضده إلى ثورة ليتخلص منه لعله يعود إلى الحياة.

لا يقول بغير هذا إلا من أسلم نفسه لهذا النظام واختار الجلوس في حضنه واعتقد أنه يمكنه أن يحقق له أحلامه.