شاهدنا كما شاهد العالم حجم الدمار الذي خلفه زلزال تركيا وسوريا وأعداد القتلى والجرحى الكبيرة، وسمعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصوات الألم والأنين لمن هم تحت الأنقاض مازال أحياء يناشدون إخراجهم من ركام المباني التي تهاوت وتساقطت جرّاء الزلزال المدمر وارتداداته، مشاهد تدمي القلب وتهزّ المشاعر لتلك المناظر من انتشال الجثث للكبار وللأطفال الذين فقدوا عوائلهم بأكملها، حقيقة يعتصر القلب ويتألم لما نشاهده على شاشات الفضائيات وفي مواقع وسائل التواصل من لقطات لأطفال ورضع انتشلوهم من بين الأنقاض فقدوا آباءهم وأمهاتهم.

والبحرين كعادتها وتنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى تركيا وسوريا لمساعدتهم جراء ما خلفه الزلزال من ضحايا ومفقودين وأحدث دماراً كبيراً في البنية التحتية والمنشآت، وهذا ما ستقوم به المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب للمساعدة في تقديم العون اللازم لضحايا الزلزال من خلال تقديم أساسيات الحياة والإغاثة لهم في هذا الظرف الذي تمر به تركيا وسوريا.

توجيهات جلالة الملك المعظم تحمل الكثير من معاني الإنسانية التي تدل على مدى حرص جلالته وطيبة قلبه في نجدة الملهوف في كل مكان من العالم، وهي ليست بغريبة على المملكة في المبادرة في مساعدة وإغاثة المنكوبين ومد يد العون للمحتاجين في مختلف بقاع العالم، في ترسيخ واضح للتضامن الدولي والإنساني الذي يجمع مختلف شعوب العالم لاسيما في ما حدث من زلزال يعتبر الأقوى على تركيا وسوريا منذ أكثر من 100 عام، فهذه المساعدات هدفها رفع معاناة الأسر التركية والسورية والتخفيف عنهم في هذا المصاب الأليم.

همسة

عند وقوع المصائب العظيمة كما هو زلزال تركيا وسوريا تصغر في عيننا كل مصيبة، ومن واجبنا تجاه إخواننا مساعدتهم في مثل هذه الظروف العصيبة، وبالدعاء لهم، فاللهم لطفك بسوريا التي توالت عليها الأحزان، اللهم لطفك بكل البلاد التي دمرها الزلزال.