لو سألونا يوماً ماذا تعني لكم الكويت؟ قد تتضارب لحظتها الأفكار والمشاعر في داخلنا، فالكويت التي عرفناها في الصغر وأسباب حبنا لها في تلك المرحلة بالتأكيد تختلف عن تلك التي عرفناها في الكبر، ليزداد حبنا وانتماؤنا لها بالأخص ونحن نرى الروابط العديدة الممتدة بيننا وبينهم.

بالطبع جيل راحوا الطيبين إلى جانب حبهم وولائهم للكويت كدولة خليجية شقيقة لهم أسبابهم الأخرى المميزة والمختلفة عن بقية الأجيال، فقد أحببنا الكويت ونحن أطفال صغار بسبب القوى الناعمة الكويتية التي كانت وقتها في صدارة القوى الناعمة الخليجية والعربية وكانت متواجدة في كل البيوت ولدى مختلف الفئات العمرية، لقد أحببناها من خلال مسلسلاتها وفنانيها ومطربيها بل كنا ونحن صغار نلعب ونلهو بالدمى نقوم بتقليد طريقة كلامهم والتحدث ببعض مفردات لهجتهم، فهل هناك من لا يحب مثلاً مسلسل درب الزلق ومحظوظة ومبروكة ورقية وسبيكة وخالتي قماشة؟ منذ أن فطرنا على الدينا وأغاني الأوبريت والمهرجانات الطلابية والتي ترقص فيها الطالبات بطريقة مميزة وبألوان زاهية وبأفكار مسرحية جميلة جداً والتي تعكس ثقافتنا وموروثاتنا الخليجية في زمن لم تكن فيه الفضائيات حاضرة بقوة ولم يكن هناك وجود لمواقع التواصل الاجتماعي أبداً كانت هي الأحب إلينا، لقد أدركنا ونحن أطفال صغار لا نفقه ما يجري حولنا من أحداث خلال الغزو العراقي الغاشم على الكويت أننا نفقه شيئاً واحداً فقط، أن الكويت وطن غالٍ جداً علينا ويهمنا أمره ومصيره، كما لامسنا في تلك المرحلة الحرجة أهميته كبلد خليجي عربي شقيق وأنه لا يجب أن يضيع أو يفرط، ولمحنا كيف كانت قيادتنا البحرينية وكذلك القيادات الخليجية والعربية حريصة على أن تعود الكويت كبلد وكنظام وكقيادة وكشعب! هل يمكن أن ننسى محطات صفارة الإنذار عندما تطلق وكيف فتحت البيوت البحرينية أبوابها لأهل الكويت الأشقاء؟ وكيف أن كثيراً من البحرينيين المنتسبين للقوات الأمنية والعسكرية وقتها كانوا ضمن القوات المشاركة في تحرير الكويت وتأمين سلامة وأمن المنطقة؟ هل يمكن أن ننسى كيف تأثر أميرنا الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله وطيب الله ثراه أمير البحرين وقتها وأمر باستقبال أهل الكويت وتوفير كافة الخدمات لهم، وقد كتب أبيات شعرية مؤثرة فترتها منها «والله ما ادخر دونهم كل ماجد، نفسي ومالي والربع والولادي، وداري لهم دار وعدي لهم عد، نسقيهم الصافي ونشرب وكادي، هم جدهم جدي وجدي لهم جد، وأعيالهم هم شعرة من فؤادي» وتلك الأبيات المشهورة منذ وقتها كانت تثبت مدى الروابط الأسرية العميقة بين العائلين الحاكمتين في كل من البحرين والكويت، كما لا ننسى تاريخياً أنه أول قوات برية نزلت على أرض الكويت لتحريرها هي القوات البحرينية التي كانت تحمل اسم الأمير عيسى بن سلمان رحمه الله، وأن أول شهيد بحريني خلال حرب تحرير الكويت هو محمد مبارك بوعنق، وقد لعبت البحرين وقتها دوراً محورياً مهماً في نقل القضية الدولية.

لا يهمل التاريخ الإعلامي في الخليج العربي أن الكويت كانت رائدة في الصحافة، بالذات صحافة المجلات، وكانت المجلات الكويتية تشكل ركيزة أساسية من ركائز تنمية المعرفة والثقافة، كما أن الإعلام الكويتي كان يتصدر واجهة الأدب والشعر، ولا ننسى أن الشعر الكويتي له بصمة مميزة في تاريخ الأدب الخليجي، ولعل أبرز شاعرة كويتية خليجية بارزة على المستوى العربي ومؤثرة هي الشاعرة د.سعاد الصباح التي تغنّى بقصائدها الجميلة كبار مطربي الوطن العربي.

ختاماً، نقول ونحن نؤرخ هذه المسيرة العابرة من تاريخ هذه الدولة الكبيرة بعطائها، العريقة بتاريخها ومبدعيها، إننا نفخر بتواجد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين أحد أبناء أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله على أرض مملكة البحرين، فتعيين شخصه كابن لأمير الكويت الراحل رحمه الله يؤكد متانة علاقاتنا الدبلوماسية، وتصريحه الأخير أن الكويتي بحريني والبحريني الكويتي رسالة بليغة جداً تؤكد الامتداد العميق بين العائلين الحاكمتين والشعبين.

إحساس عابر

شكراً للسفارة الكويتية ولمعالي السفير الكويتي الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح حفظه الله، والمكتب الثقافي الكويتي بسفارة الكويت في مملكة البحرين، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد الدغيم رئيس المكتب الثقافي، والسيد عبدالحميد الحسن مساعد الملحق الثقافي، والأستاذ جعفر العريض على احتفالية السفارة الكويتية وإبراز مباهج الأفراح الكويتية والعلاقات البحرينية الكويتية.