منذ انطلاق أول سباقات «الفورمولا 1» في البحرين، في الرابع من أبريل عام 2004، شكلت واحدة من أهم أدوات القوى الناعمة البحرينية، ليس لجهة الفعاليات الرياضية فحسب، بل أيضاً في مجالات السياحة والثقافة والتراث، إلى جانب عكسها للحالة التحول الديمقراطي الذي تعيشه البحرين منذ العام 2001 إلى اليوم.

وعلى مدى السنوات الماضية استقطبت فعالية «الفورمولا 1» الآلاف من المشاركين والمتابعين لهذا لحدث العالمي، إلى جانب عشرات الملايين الذي يتابعونه حول العالم عبر مختلف وسائل الإعلام، ما ساهم في تعريف العالم بهذه البقعة الجعرافية، وفرض اسم البحرين، كإحدى المحطات الهامة لسباقات السيارات، بين أكبر وأهم الدول.

وإلى جانب ما حققته سباقات «الفورمولا 1» للبحرين من مكاسب اقتصادية وثقافية وإنسانية، فقد نجحت في خلق فريق البحرين المتميز «المارشال البحريني»، والذي نجح وبفترة قياسية أن يكون ضمن أهم فرق تنظيم فعاليات الفورمولا العالمية، بل أصبح أعضاؤه خبراء ومراجع هامة يتم الاستعانة بهم في كثير من دول العالم.

ومع اختتام فعاليات هذا الحدث العالمي، يوم الأحد الماضي، على أرض مملكة البحرين، نستطيع أن نقرأ ما حققه من نجاحات عبر ما أبداه المشاركون والزوار والمتابعون من ردود فعل وتصريحات، فلم تكن البحرين لتكتفي بإقامة هذا الحدث الرياضي؛ بل إضافة إليه روحها ونكهتها الخاصة، عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، والتي لبت كل رغبات الحضور، من كافة الأعمال.

رسالة البحرين في فعاليات «الفورمولا 1» تمثلت في تعريف العالم بتراثنا وثقافتنا الغنية الممتدة لآلاف السنين، إلى جانب التعريف بقيم المجتمع البحريني القائمة على المحبة والسلام وقبول الآخر، وهو ما لمسه كل مشارك وزائر في هذه الفعالية.

وعلى غرار «الفورمولا 1»، أتمنى أن تحظى كافة الفعاليات التي تقام على أرض المملكة بذات الأهمية في إبراز ثقافتنا وحضارتنا، وأن تكون أحد أسلحتنا الناعمة وواجهتنا للعالم.

ولا شك في أن ما تحقق من نجاحات في «الفورمولا1»، يؤكد على أهمية مواصلة الاستثمار في كوادرنا الوطنية، والتي نجحت في الإدارة والترويج لأبرز وأهم الأحداث الرياضية العالمية، ووضعت اسم مملكتنا الغالية في صدارة دول العالم، ما يثبت أننا في هذا الوطن الصغير بمساحته الجغرافية الكبير بعطاء أبناء، قادر على تحقيق ما عجزت عنه دول عديدة بإمكانيات كبيرة.

«الفورمولا 1» تمثل واحدة مما تمتلكه مملكة البحرين من قوة ناعمة، ومنها جائزة عيسى الإنسانية، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وكرسي الملك حمد في جامعة سابنزا، إلى جانب العشرات من المبادرات والأنشطة، والتي لا بد لنا من الاستفادة منها، حتى تبقى البحرين دائماً في المقدمة.