‏أعتقد أنه كان من البديهي ملاحظة التغيرات البيئية الإيجابية التي حلت علينا مع دخول جائحة كورونا (كوفيد19) ‏وتوغلها كافة أنحاء العالم. ‏بالطبع لا أقصد من كلامي هذا أنني أريد أن تأتي إلينا جائحة كورونا مرة ثانية أو جائحة مماثلة أو غيرها كي نستيقظ من العبثية البيئية التي تحيط بنا والتي تكون نتيجة جموع التصرفات الفردية والاجتماعية.

لذا فقد تمكن فيروس (كوفيد١٩)، من تقليل الحد من تلوث الهواء وانخفاض انبعاثات الكربون لسبب الحجر الصحي وحظر السفر وانخفاض الحركة الجوية وتكرير النفط واستهلاك الفحم، إذ قدّر أحد علماء أنظمة الأرض أن هذا الانخفاض ربما أنقذ ما لا يقل عن 77000 كائن حي. حتى مياه الأنهار والبحار والقنوات المائية شهدت نقاوة مرتفعة في طبيعة المياه لسبب تعطل أعمال الملاحة البحرية وازدياد في إنتاج الأسماك والطيور المائية.

ولا نغفل عن التحريج وزيادة الأشجار في الغابات الأمر الذي بطبيعته ينعكس بكل إيجابية على البيئة.

وبكل ما يمكن أن نذكر من إيجابية لجائحة كورونا على البيئة إلا أنه زاد التعامل مع المواد البلاستيكية لسبب زيادة إنتاج أقنعة الوجه ومواد التنظيف والتعقيم على المستوى الفردي والجماعي وزاد الاستهلاك الآدمي للمواد الغذائية أي أن الجربة البيئية لا تكاد تصطلح من جانب إلا أنها تنخرم من جانب آخر.

فالأمر لا يقتصر على التوعية البيئية والتي يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية بين كافة فئات المجتمع وتصنيفاته، وأن يُزرع في عقولنا أن أي تصرف عقلاني بيئي فإن أثره الإيجابي على الفرد والمجتمع ليس له مثيل. ولكن أن تتضامن كافة الجهات المعنية مع البرامج البيئية التي يتبناها المجلس الأعلى للبيئة لنضمن أن كل المساعي تسير في مسارها الصحيح.. ويومكم نظيف دون تلويث.