تنفيذاً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والتي تؤكد على تسريع وتيرة تعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد من أجل مستقبل أفضل لأبناء البحرين، وبالتكليف المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، برز مشروع استراتيجي ضخم يحمل في طياته وعوداً واعدة لمستقبل الغذاء في المملكة: «المدينة الغذائية» وفي قلب هذا الإنجاز الوطني، تبرز الجهود الحثيثة والقيادة الملهمة لمعالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، رئيس مجلس إدارة «ممتلكات»، كقوة دافعة ومحورية.
لم تكن إستراتيجية شركة «غذاء البحرين القابضة» وإطلاق مشروع «المدينة الغذائية» مجرد حدث إداري عابر. لقد مثّلت هذه الخطوة، التي أعلن عنها معالي الوزير، تحولاً نوعياً في مسار الأمن الغذائي البحريني. فهذا المشروع العملاق، بالشراكة الاستراتيجية مع شركة «إدامة» الذراع العقارية لـ«ممتلكات»، ليس مجرد منطقة صناعية، بل هو نواة لمنظومة متكاملة لإنتاج وتصنيع وتوزيع الغذاء وفق أعلى المعايير العالمية.
وتبرز مساحته المستهدفة في مرحلته الأولى (مليون متر مربع) حجم الطموح الكبير ليكون ركيزة أساسية في خريطة الصناعات الغذائية الإقليمية.
أدرك معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني مبكراً أن تحقيق الأمن الغذائي لا يمكن أن يتم بمعزل عن القطاع الخاص. وأشار في كلمته بوضوح إلى دوره كـ«شريك فاعل وعنصر رئيسي في عملية التنمية الشاملة».
مشروع «المدينة الغذائية» هو ثمرة هذا التوجه الاستراتيجي، حيث تجسد الشراكة بين «غذاء» (المتخصصة في القطاع الغذائي) و«إدامة» (المتخصصة في التطوير العقاري) نموذجاً رائعاً لهذا التكامل داخل محفظة «ممتلكات».
هذا النموذج لا يخدم أهداف «ممتلكات» فحسب، بل يخدم الهدف الوطني الأسمى المتمثل في الأمن الغذائي المستدام.
يقوم المشروع على أسس «الإنتاج الغذائي الصحي والمستدام»، مع التركيز على «الابتكار والتطوير والاستثمار في الكفاءات الوطنية» وهذا يضمن ليس فقط توفير الغذاء اليوم، بل الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة، مع تمكين الكفاءات البحرينية وخلق فرص عمل نوعية للمواطنين في قطاع حيوي ومستقبلي.
تمثل «المدينة الغذائية» نقلة نوعية تتجاوز مجرد البناء، حيث تحمل فوائد استراتيجية متعددة من حيث زيادة الإنتاج المحلي وتنويع مصادر التوريد، تقلل الاعتماد على الاستيراد وتزيد مرونة سلاسل التوريد وجذب استثمارات محلية وأجنبية جديدة، خلق فرص عمل للمواطنين، تطوير الصناعات التحويلية المرتبطة وتوطين التقنيات الحديثة في الإنتاج والتصنيع الغذائي، ورفع جودة المنتجات المحلية بالإضافة إلى تطبيق أفضل الممارسات البيئية في الإنتاج، ترشيد استخدام الموارد، تعزيز الزراعة الحديثة وتوفير منصة متكاملة وبنية تحتية جاذبة للشركات المحلية والعالمية للاستثمار في القطاع الغذائي.
في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي، يبرز مشروع «المدينة الغذائية» في البحرين كشاهد على رؤية ثاقبة للقيادة الحكيمة، وتظل الجهود الاستثنائية لمعالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، رئيس مجلس إدارة «ممتلكات»، حجر الزاوية في هذا الإنجاز الوطني الكبير.
لقد نجح معاليه، في ترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى واقع ملموس، ليضع البحرين على مسار متين نحو تحقيق أمن غذائي مستدام واقتصاد مزدهر للأجيال القادمة. إنه نموذج مشرف للقيادة الفاعلة في خدمة الاقتصاد الوطني والارتقاء بمقومات الحياة الكريمة للمواطن البحريني.