«قدها».. صناعة برامجية بحرينية غير مسبوقة تميّزت بنوع الفكرة وتفردت بتحدياتها المدهشة، فلطالما كان عالم البواسل مثار اهتمام وشغف وفضول، ولكن أن يتم أخذ الجمهور في رحلة واقعية إلى أعماق التدريب العسكري، وأن يتم تسخير هذه الإمكانيات الضخمة من الدبابات والهيلوكوبترات والمتفجرات، والسفن الحربية والثكنات وغيرها..ليس سوى قمة من قمم الابتكار والخروج عن المألوف.

800 مشارك قام بالتسجيل، تم اختيار 80 شاباً منهم ليخوضوا تحديات غير مسبوقة في القوة البدنية والتحمل واللياقة ليفوز في نهاية البرنامج ثلاثة فقط بالمراكز الأولى، إلا أن الجميع يفوزون بفرصة التعرّف على طبيعة الحياة العسكرية وما يمر به العسكري من صعوبات وتحديات تتطلب مهارات جسدية وذهنية عالية، والتي حتماً ستغير في حياتهم الكثير وترسخ معاني الجسارة والقوة والصبر إلى أقصى الحدود.

«قدها» بصمة نجاح جديدة تتحقق بأعلى نسبة مشاهدات على منصة شاهد، وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا الدعم المباشر من سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي لقيادة الحرس الملكي لإطلاق هكذا برنامج من القوة وبإمكانيات عالية، ليكون تجسيداً حقيقياً لرؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في خلق مختلف البرامج والأنشطة والفرص أمام الشباب البحريني لإبراز قدراتهم وإمكانياتهم غير المحدودة، فتحية لقيادة استثنائية تبحث عن الإبداع وتسانده، وشكراً لطاقم عمل متميز نجح في ترسيخ معنى كلمة قدها في القلوب والأذهان، لتصبح مفتاح النجاح في كل وقت وكل حين.. فما قُدِّم هو صورة غير اعتيادية لبرامج الواقع، تمثل تحديات مدروسة كانت أصوات المدربين تصدح عالياً بتعليماتها، مع ارتجالية وعفوية تعكس حقيقة الواقع الصعب.

انضباط.. صف.. جري.. زحف.. خطف واعتقال.. وقفز في الماء من علو 15 متراً دون تردد ولو لحظة، ملاكمة وضرب على الوجه في مواجهة أقل ما توصف بأنها مخيفة.. غيض من فيض ما يتم التدريب عليه من أجل كسر حاجز الخوف والالتزام التام بالتعليمات، فبين الرمل والطين.. وبين الحروق والكسور ثمة لحظات انكسار، وثمة إجهاد كثير وإنهاك أكثر، فالتدريب هنا ليس تدريباً عسكرياً جسدياً من ينجح فيه هو صاحب الجسد الرياضي.. بل هو تدريب فكري وذهني ونفسي الفائز فيه هو المنضبط والمتحكم في كل ذلك، والذي أبى ألا يدق جرس الانسحاب الذي كان حاضراً في كل موقع وفي كل حين.

لطالما كان العمل في الجيش في مقدمة المهن التي تجابه بالاحترام والتقدير.. وعلى قدر هذا الاحترام والصيت ثمة على الضفة الأخرى فضول كبير للتعرّف على تفاصيل القصص البوليسية والملحمية لتغدو هاجساً أمام الجمهور الشغوف بكل جديد، ولعل نجاح الأفلام العالمية كان سببه الاقتراب من هذه الدوائر وكشف تفاصيلها بأبواب مفتوحة وتوظيفها أمام الكاميرا، واليوم يأتي «قدها» كصناعة برامجية محلية غير مسبوقة ليحفز جميع المؤسسات على تقديم نفسها في إنتاج مغاير عن الأعمال الاعتيادية.. فخلف كل مهنة ثمة الكثير ليُحكى.. ما أجمل هذا الإنتاج وما أجمل ما سيأتي بعده، فباب الإبداع والابتكار بات مفتوحاً على مصراعيه.