لا تحزنوا إن للقرآن رباً يحميه إن طال الزمان أو قصر، وأما عن التصرفات التي تصدر عن بعض البشر وسلوكهم غير السوي الذي يظهر للملأ جهاراً بهدف التكسب به ما هو إلا صورة من الصور السيئة التي تصدر عن النفوس الرديئة التي لا تحيا فيها المروءة والإنسانية، بل إنها ولدت ميتة أخلاقياً وغير صادقة مع نفسها وتعمل بأساليب مبطنة تظهر من خلالها خبث النوايا الداخلية، كما يعلم الجميع أن الأنفس كثيرة ومنها النفس الأمارة بالسوء وهي النفس الدنيئة التي تأمر صاحبها بالأمر الذي لا يحمد عقباه، أي تحدثه بخاطئ الرأي وبحوارات سيئة ولا تمت للصواب بصلة ولا ترضى لمن يصحح مسارها الخاطئ، وهذا ما حدث من تصرف سيئ من شخص سيئ ما تربى على خلق القرآن، أي الخلق الكريم الذي يحفظ ماء الوجه، بل تربى على منهج الإلحاد وعلى فكر يعتقد أن هذه التصرفات حرية للتعبير دون التفكير والإحساس بمشاعر المسلمين على الرغم من أن الحرية مكفولة للجميع ولكن ليس في هذا الشأن، فتطاوله على كتاب الله سبحانه وتعالى دستور الأمة الإسلامية والإسلام والمسلمين الذي أنزله على أشرف خلقه وخاتم أنبيائه ورسله وهو آخر الكتب السماوية المنزلة والمصحح للدين والعقيدة والسلوك البشري، إن هذا الاعتداء السافر والعمل المشين من شخص أو مجموعة من البشر لا أعتقد أنه صادر عن أناس ذوي عقل راجح، بل إنهم أصيبوا بلوثة عقلية وتعرضوا لعملية غسل مخ من خلالها قاموا بهذا التصرف المخزي الذي له مدلوله بأن هذا العمل ليس بفردي، وإنما هو عمل جماعي منظم وتم استغلال الناس المغيبة لتنفيذ تلك الأجندة، علماً أن هذا العمل أدانته كل الأديان والملل والمذاهب وكل من له قلب وعقل سليم. وهنالك الكثير من الأسئلة التي تراود العقل البشري ومنها، ماذا لو أقبل المسلمون على العمل نفسه بحرق كتابهم المقدس، وسب وشتم مقدساتهم ودور عبادتهم، هل سيحسب ذلك على حرية التعبير عن الرأي؟

أو ماذا سيحدث لو تجمع المسلمون في الميادين والساحات المخصصة للاعتصام لطلب رفع الأذان علناً بصوت يصدح في المساجد والجوامع والمصليات في جميع المناطق المحرم فيها رفع الأذان، وبالرغم من ذلك المسلمون راضون بما قسم الله لهم بأن تكون مساجدهم ومصلياتهم تحت المباني وفي مواقف السيارات في بعض الدول الغربية، ولكن عقيدة المسلمين أنهم يتوجهون بقلوبهم إلى الله عزوجل وإلى قبلتهم. وإن المساس بكتاب الله القرآن الكريم هو أمر ليس بالهين ولا بالأمر السهل لا في الإسلام ولا في أغلب الأديان، وفي نهاية القول نرجع ونقول إن للقرآن رباً يحميه كما حمى بيته المعمور من أبرهة الحبشي وجيشه الجرار، حيث أرسل الله سبحانه وتعالى جنداً من جنوده تلك الطير الأبابيل التي ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول، حفظ الله القرآن وأهله خاصته وحفظنا وإياكم من الشرور والمعاصي والفتن، وجعلنا جميعاً ممن يقرأ القرآن فيرقى، لا يقرؤه فيشقى.