لا أحد ينكر الدور الرائد الذي تقوم به جامعة بوليتكنك البحرين منذ إنشائها، من خلال ما تقدمه من برامج تعليمية وتدريبية ورائدة، أسهمت في تخريج أفواج من أبناء البحرين المؤهلين وفق أحدث النظم التعليمية الحديثة، وشكلت نقلة نوعية في مسيرة التعليم الجامعي في وطننا العزيز، وكان ـ ولا يزال ـ لها دور في جودة المخرجات التي يحتاجها سوق العمل في البلاد.

إن الجميع يقدر هذا التطور الذي أحدثته «بوليتكنك»، وهو ما يتضح من ازدياد إقبال الطلبة على الالتحاق بها، والاستفادة من خبراتها وإمكانياتها، وحالات التطوير المستمرة التي تشهدها الجامعة سواء على مستوى الإنشاءات أو البرامج والتخصصات العلمية التي تتضمنها، ولكن هناك في المقابل بعض المشكلات البسيطة التي يواجهها الطلبة الملتحقون بها، وتحتاج إلى دراسة من إدارة الجامعة، والعمل على وضع حلول سريعة لها.

ومن بين هذه المشكلات هو معاناة الطلبة من بُعد المسافة بين مباني الجامعة ومركز التدريب، والتي تصل إلى 1.2 كيلو متر، حيث يضطرون إلى قطع هذه المسافة مشياً على الأقدام، وهو أمر مرهق ومتعب، وبخاصة في ظل هذه الأجواء من العام التي نشهد فيها ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة، فلماذا نضع أبناءنا في هذا الوضع؟!، أليس هناك حل لهذه المشكلة البسيطة يحمي الطلبة؟!، أعتقد أن الأمر يحتاج إلى حل مبتكر وفاعل.

قد يقلل البعض من حجم المشكلة، أو أن يقول إن الطلبة يمكنهم قطع هذه المسافة باستخدام سياراتهم الخاصة، ولكن الإشكالية هنا، أن قطاعاً غير صغير من هؤلاء الطلاب لا يمتلكون سيارات خاصة، ولا يحملون في الأساس رخصة قيادة لحداثة سنهم، حيث إنهم بالكاد وصلوا للعمر القانوني لاستخراج الرخصة ( 18 عاماً)، وحتى من يمتلك منهم رخصة ويحاول الذهاب بها تقابله مشكلة أكبر، ألا وهي الحصول على «موقف» للسيارة داخل أسوار مركز التدريب، ويضطر إلى اللف والدوران لمدد طويلة بحثاً عن موقف قريب، وهذا الأمر يحدث أزمة مرورية طاحنة في المنطقة، التي تعاني في الأصل من ازدحام شديد لوجود العديد من المؤسسات التعليمية بها.

أعتقد أننا بحاجة إلى أن تقوم الكلية بتوفير حافلات على مدار اليوم لنقل الطلبة من حرم الجامعة إلى مركز التدريب، أو أن يتم إنشاء مركز تدريب بديل داخل الجامعة، رحمةً لأبنائنا من الإجهاد اليومي، ونتمنى أن يأخذها المسؤولون سواء في وزارة التربية والتعليم أو «بوليتكنك» بعين الاهتمام.. حفظ الله مملكة البحرين، وأدام عليها الأمن والاستقرار.