يُقال إنّ التاريخ يُعيد نفسه، وهذا ما درج عليه أهل العلم والمؤرخون وكتّاب السِير منذ قديم الأزل، واليوم أرى ذلك التاريخ يعود مرة أخرى ليستنسخ شخصية وطنية عظيمة كان لها عظيم الأثر في تاريخ مملكة البحرين ودول المنطقة وقبائلها، وهو صاحب العظمة الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ليتجسّد مرة أخرى اليوم في شخصية تحمل نفس الاسم.إنه سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء وحفيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وابن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ذلك الشاب الذي يحمل نفس الجينات ويسير على نفس النهج والمنهج.فقد كان سمو الأمير الراحل صاحب حنكة سياسية وحب لشعبه وامتداد لمن أرسوا دعائم الأمن والاستقرار في البحرين، ويمكن رؤية ذلك الإرث يتكرر مرة أخرى في الحفيد الواعد الذي برز نجمه في سماء العمل الوطني بعدّة أماكن وجهات مؤسسية، لعل أولها كان هو رئاسة وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري.وقبل ذلك فيجب أن ننظر لمراحل نشأته حيث كانت طفولته في بيت الحكمة والحكم، وهناك كانت مدرسة عظيمة تعلّم فيها أمور القيادة الرشيدة، والسياسة الواقعية والفاعلة في حينها، فنشأ يسمع ويرى أحداثاً كبيرة جسّدت رؤية جدّه جلالة الملك المعظم.ثم انطلق سموه في مراحل التعليم والدراسة في مدارس البحرين وخارجها حيث صقل خبرته العملية في السياسة بدراسة علومها وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد، لكن ذلك لم يكن آخر المراحل، فتوجه إلى علم القوة، والتحق بالكلية البحرية الملكية البريطانية، ونجح في دورة القيادة والأركان بجامعة المشاة البحرية الأمريكية، وليعود ويتولى شؤون نادي الفروسية فيستكمل بذلك مرحلة أخرى من العلوم.ولكونه شاباً يعرف طموحات أبناء جيله، فقد استطاع أن ينقل صندوق العمل «تمكين» إلى مستوى آخر من الإنجاز، والذي يشهد به كل شباب البحرين اليوم، ويلمس أثره كل بيت ورب أُسرة، فقد كان «تمكين» خير مُعين للخريجين من أبناء الوطن للوصول إلى طموحاتهم والعمل في مؤسسات وقطاعات متنوعة ومختلفة بدعم لا محدود، وفّرته قيادة سمو الشيخ عيسى لهذا الصندوق.واليوم حين نرى سموه يدخل إلى ديوان رئيس مجلس الوزراء، فنحن نرى مرحلة جديدة من العمل السياسي في مسيرة حياته التي زخرت بالعديد من المحطات المحورية، بدأت بالخبرة السياسية الفاعلة في بيت الحكم، ثم العلم والدراسة الأكاديمية للسياسة والعلوم الاقتصادية، مروراً بالعلم العسكري والرياضي وما اختلط به من رياضة الفرسان وأهل الإقدام والشجاعة والنبل.قد لا أستطيع رصد كل صفات سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، لأنه يتمتع بشخصية هادئة وفاعلة في الوقت ذاته، وعادة ما نرى أصحاب الشخصية الهادئة، هم أهل الحكمة، ولا ريب في أنها صفات وراثية من الأب والجد وجده الأكبر، لذلك قد نرى في الأيام القادمة، رجل سياسة له ثقله في المملكة وإقليمياً ودولياً، ولا ينكر ذلك أحد.. وسوف نرى قريباً.* قبطان - رئيس تحرير جريدة «الديلي تربيون» الإنجليزيه
سوف نرى قريباً
زاويه القبطان
محمود المحمود
محمود المحمود