عاشت مملكة البحرين الفترة الماضية مصاباً جليلاً مهيباً حينما فقدت عدداً من خيرة أبنائها الأبطال في الحد الجنوبي بالمملكة العربية السعودية إثر استهداف غادر من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية رغم وجود هدنة بين جميع الأطراف وتوقف الحرب. وبداية القول نعزي قيادتنا الرشيدة وأنفسنا كشعب بحريني ونعزي عوائل الشهداء وذويهم ونسأل الله لهم الجبر والثبات والصبر. من مر على المشاهد البحرينية البليغة التي طالعناها جميعاً في وسائل الإعلام عليه أن لا يغفل الرسائل الوطنية البليغة والمضمون الذي يحتويها ويستقرئ ما وراءها وأبعادها، فعلى مستوى دول العالم أجمع، نجل الملك يحفظه الله يقوم بالمشاركة في دفن جثمان شهيد الواجب رحمه الله، وأنجاله معه، ونجل آخر من أنجال الملك يحفظهم الله يقف مع أحد أهالي شهداء الواجب وبالقرب منه طيلة جنازة شهيد الواجب وبين جموع المواطنين لدعمه نفسياً ومعنوياً ويشد على يده ونجل آخر يحفظه الله يتجه شخصياً لزيارة عوائل شهداء الواجب والجلوس معهم ونقل تحيات جلالة الملك المعظم حفظه الله، لهم وقيادي من الطراز الأول وبرتبة عسكرية عالية «المشير» يتقدم صفوف مستقبلي جثمان شهداء الواجب والمعزين ويظل حتى نهاية الجنازة وبدء العزاء مع الأهالي والمواطنين ويسير بينهم ويحاول مواساة ابن شهيد وتلك الصورة انتشرت بصورة متسارعة جداً في مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه المشاهد الوطنية البليغة بين قادتنا حفظهم الله وأدامهم وبين عوائل الشهداء والمواطنين التي تعكس مدى التلاحم الكبير بين قيادة وشعب مملكة البحرين لن تجدها ولن تشاهدها في أي دولة في العالم سوى مملكة البحرين، فللذاكرة الوطنية العربية وللتاريخ هل رأيتم أبناء وأنجال ملوك في أي دولة في العالم يقومون بمثل هذه الرسائل الوطنية البليغة التي يقدمها اليوم أنجال جلالة الملك المعظم حفظهم الله وقياداتنا العسكرية؟ هذه المشاهد دروس تاريخية بليغة جداً أن قيادة البحرين متلاحمة مع شعبها وأننا في المصاب الوطني والأتراح كلنا واحد وأن أبناء جلالة الملك المعظم إخوان لعوائل الشهداء والبحرينيين وأن قياداتنا العسكرية آباء لهم ومعهم دائماً.

هذه رسالة سامية بليغة وموقف أبوي عميق من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في إرسال أبنائه وأحفاده لحضور جنازة شهداء الواجب رحمهم الله ونقل تحياته وتقديم كافة الدعم النفسي والمعنوي لعوائل الشهداء وأن جلالته مع أبنائه البحرينيين في الأحزان والأتراح وكذلك في الأفراح وأنه مع شعبه البحريني الوفي والمحب وأن المصاب واحد وأنه في هذه المواقف الوطنية السامية الكل يتساوى والكل على خط وطني واحد في قضايانا البحرينية وأن شرف الدفاع عن الأمة العربية وأراضيها واجب وطني مقدس له مكانته الكبيرة جداً وأعلى الدرجات في التاريخ البحريني الحاضر وفي ذاكرة البحرين وعند قيادتها وشعبها.

شهداؤنا الأبرار رحمهم الله مفخرة بحرينية تاريخية قدموا أرواحهم في سبيل الذود عن حماية وطننا العربي الأكبر وجاهدوا في حماية دول الخليج العربي من العصابات الإرهابية وتلك أسطر من نور تكتب في تاريخنا العربي قبل البحريني وأن عوائلهم الفاضلة كجزء من المجتمع البحريني شاركوا في صياغة هذا التاريخ عن طريق عطاءات أبنائهم الأوفياء في الدفاع عن الأمة العربية والمنطقة وحمايتها وتنشئتهم وتربيتهم تربية وطنية وتنشئة تحمل الولاء الشديد والتضحية للبحرين وقيادتها وشعبها والأمة العربية والإسلامية وإن كان الشهداء مفخرة عسكرية وأمنية في المنطقة فعوائل الشهداء مفخرة اجتماعية ووطنية ونسأل الله لهم جبراً لقلوبهم وصبراً وثباتاً وقوة وطمأنينة ورضاً وراحة أمام قضاء الله وقدره في اختيار أبنائهم الأبطال ليسبقوهم إلى أعلى جنات الفردوس بإذن الله تعالى وبأعلى المراتب «مرتبة الشهيد الذي يشفع لأهله».