مع تسارع وتيرة التحول الرقمي ودخول عناصر دعم إضافية جديدة كالذكاء الاصطناعي الذي يشغل العالم حالياً وتتسارع الدول لتحقيق مكتسبات اجتماعية واقتصادية من خلاله، يجب أن يصب العالم تركيزه على خوض غمار سباق نزيه لتطوير ذكاء اصطناعي موثوق وآمن من خلال نهج تعاوني وأطر عمل مشترك يكون دستوره المنفعة العامة.مسابقة البرمجة الجامعية الدولية (ICPC) منصة تنافس عالمية تستعرض من خلالها فرق الطلاب من مختلف الجامعات قدراتها على التعامل مع حل المشكلات وتحديات عالم البرمجة وفرص العمل الجماعي الذي ينتج مزيداً من الابتكارات لصالح مستقبل الأعمال والمجتمعات. وتعمل المسابقة وفق ضوابط ونظام متعدد المستويات، تبدأ بمسابقات إقليمية تؤدي بدورها إلى التأهل إلى جولة البطولة العالمية السنوية. وقد ألهمت هذه المسابقة عدداً كبيراً من الأفراد الطموحين العاملين في حل المشكلات في مجالات علوم وهندسة الكمبيوتر وساهمت في صقل مهاراتهم ورفع أدائهم.في كل عام، يجتمع ألمع الطلاب الجامعيين في حل المشكلات من جميع أنحاء العالم للتنافس في نهائيات مسابقة البرمجة الجامعية الدولية، والتي تقام فعالياتها هذا العام في منتجع شرم الشيخ في مصر في الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر. وشركة هواوي مع أوائل الشركات التي تعاونت مع مؤسسة مسابقة البرمجة الجامعية الدولية في حدث تحد فريد أُقيم في مدينة دونغوان بالصين شارك فيه 58 متسابقاً من 25 دولة تنافسوا ضمن مسابقة برمجة فردية مدتها خمس ساعات. وكانت مكملة للنهائيات العالمية لمسابقة البرمجة الجامعية الدولية، وتم تصميمها خصيصاً للأبطال من التحديات السابقة. ويمكن لكل فريق عالمي ترشيح لاعب لتمثيله، وقد عمل هؤلاء المتسابقون بشكل وثيق مع مدربيهم لتطوير إستراتيجيات الفوز وتنفيذها بفعالية. ولكونه من بنات أفكار هواوي، فقد اجتذب هذا التحدي حضور مؤسسها ورئيسها التنفيذي رن تشنغ فاي.يؤكد السيد رن التزام هواوي برعاية المواهب الشابة وحرص الشركة على تعزيز التعاون الدولي وتعميم الأثر الإيجابي لذلك، خصوصاً في عصر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة. ويعبر المسؤول الرفيع المستوى عن جهود الشركة وتفانيها في تمكين جيل الشباب والاستفادة من إمكاناته وأهمية العناية بصنع قادة المشهد التقني سريع التطور. ويعرب عن قناعته بأن شباب اليوم مُقدر لهم أن يصبحوا رواد هذه الثورة الهائلة في قوة الحوسبة، وتوجيه مسار الابتكار والازدهار للمجتمع العالمي.ويشدد السيد رن أيضاً على أن العمل الجماعي ليس عاملاً أساسياً للنجاح في المسابقات فحسب، بل محوري وحيوي على طريق بقاء البشرية وتقدمها. ويقدم حججاً مقنعة لتشجيع التعاون الذي يعتبره مفتاح دفع عجلة تطوير تكنولوجيات علمية جديدة قادرة على مواجهة التحديات العالمية الملحة، وتمكين البشرية من المضي قدماً نحو مزيد من الازدهار بمساعدة التكنولوجيا. ويؤكد «رن» مراراً وتكراراً على أن الشركة ستظل دائماً مستعدة للتعاون مع مختلف الأوساط العلمية والأكاديمية، عالمياً وفي مختلف الدول التي تعمل فيها الشركة، وتقديم تقنياتها المتطورة لرعاية المواهب المتميزة التي ستعزز قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويتجسد نهج هواوي بالتعاون وبناء جسور الشراكات والعمل المشترك من خلال دعم المسابقات وافتتاح أكاديميات التدريب في جميع أنحاء العالم لتوفير فرص التدريب والبحث العلمي، ويتم ذلك كله في إطار إستراتيجية الشركة الشاملة للمسؤولية الاجتماعية التي تركز على تزويد المواهب الشابة بالمهارات والخبرات والمعارف التقنية بالتماشي مع التقدم المتسارع لعصر التحول الرقمي المثير، وتوجيههم باتجاه المساهمة بتشكيل ملامح المستقبل الرقمي المتطور الذي يبشر بمستقبل ذكي غني بالابتكار والرخاء والتطور السريع.يبدو واضحاً أن تعاون هواوي مع مسابقة البرمجة الجامعية الدولية والتزامها برعاية المواهب الشابة يتماشى مع رؤية الشركة الشاملة الرامية لتعزيز نظام إيكولوجي متكامل لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث أطلق عملاق التكنولوجيا برامج مختلفة تهدف إلى تنمية المواهب، منها على سبيل المثال برنامج « هواوي كلاود للمطورين» الذي يستهدف طلاب الجامعات، وبرنامج «هارموني أو أس 100 مدرسة»، و«برنامج تنمية المواهب للأعمال والجامعات»، وبرنامج تسريع تنمية المواهب. وقد استفاد من هذه البرامج أكثر من 600 ألف طالب و6000 معلم من 370 جامعة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهنالك خطط للتوسع فيها بشكل أكبر.تدعم الشركة التعاون المنفتح بين القطاعين العام والخاص باعتباره المحرك الرئيسي للتحول الرقمي وتنمية المواهب وتطويرها. كما تؤمن بتنمية المواهب الأساسية للتحول الرقمي، وتمكين المطورين، والتعاون مع شركاء النظام الإيكولوجي بما يساهم في خلق نجاح مشترك وقيمة اجتماعية في مختلف المجالات.فكر مؤسس هواوي ونهج الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات ومبادرات وبرامج هواوي في تنمية المواهب وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة لقيادة دفة المستقبل الرقمي نماذج يحتذى بها على طريق بناء جسور التعاون والعمل المشترك بين مختلف الأطراف المعنية لصالح مستقبل مستدام للبشرية.بناء قيم جديدة مشتركة للأعمال والمجتمعات بناء على أطر عمل مشترك تغذيه مصالح مشتركة بطريقة مستدامة، نهج قد يبدو بسيطاً لكن جوهره ومحتواه وتحديات تنفيذه واستثماراته ليست سهلة على الإطلاق.الإيمان بمفهوم ومبادئ المسؤولية المشتركة والعمل على بناء القدرات المشتركة وتحفيز آليات التعاون من أجل النجاح المشترك نهج يستحق التوقف عنده كونه يساهم في تحقيق هدف تشترك به كافة الأمم، وهو إعداد وتمكين جيل جديد من المبتكرين يساعد على صياغة مستقبل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبالتالي مستقبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول. وبغض النظر عن المصادر والجنسيات، يجب على القطاع التكنولوجي أن يبنى على أسس تشاركية بين الدول، بعيدة كل البعد عن الصراعات التجارية والسياسية، وأن يكون الهدف الأسمى المجمع عليه، خدمة مستقبل البشرية.يجب أن تكون التكنولوجيا وثورة الذكاء الاصطناعي وسيلة لجسر الانقسامات الاجتماعية والرقمية والاقتصادية، لا أداة دفع باتجاه مزيد من التباعد بين الدول والمجتمعات.