حسب الإحصائيات الأخيرة ستة من كل عشرة أشخاص حول العالم يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي. وتتفاوت نسبة استخدام المنصات حسب كل دولة وكل فئة عمرية. وتعمل الشركات المالكة لهذه التطبيقات على استحداث خصائص ومميزات لجذب مزيد من المستخدمين.

عن نفسي أحرص على استخدام جميع التطبيقات الشائعة، ليس لإيماني بها وحسب بل لأنني أعتقد بأنه يجب عليّ أن ألحق بركب التطور التكنولوجي السريع كوني أُمّاً في المقام الأول ويتطلّب مني أن أجاري أبنائي في ما يتعاملون معه من تطبيقات، وكوني أستاذة إعلام في المقام الثاني، وأتعامل مع جيل جديد نشأ وفي يده "هاتف ذكي" وأؤمن إيماناً شديداً بأن الإعلام التكنولوجي هو "الواقع" وهو الأكثر تأثير من باقي الوسائط الإعلامية.. وإن التحول من الإعلام "التقليدي" إلى المنصات الحديثة واجب وليس خياراً.

وقد لاحظت من خلال استخدامي لهذه التطبيقات أنها أرض خصبة للاستثمار في مجال "القوى الناعمة"، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لو أن مواطناً أو مقيماً أو سائحاً التقط صورة بتطبيق "السناب شات" في أحد الأماكن في مملكة البحرين ورغب في إضافة "صوت" على أمل أن يحصل على أغنية وطنية عن مملكة البحرين وكتب كلمة "البحرين" في خاصية إضافة الصوت، فما هي الأغاني التي ستظهر له؟! أتمنى ممن يقرأ المقال ويهمّه الموضوع أن يجرّب خاصية البحث هذه لعله يفهم مرادي من وراء كتابة هذا المقال.

ولكي أختصر الموضوع سيجد أغاني وطنية شحيحة لا تتجاوز عدد اليد الواحدة، مع أن خاصية استحداث الصوت لا تكلّف "فلساً واحداً"، وبإمكاننا مجاناً أن نجعل جميع الأغاني الوطنية موجودة على هذه التطبيقات.

ولو عرّجنا على موضوع خاصية فلاتر "المواقع" location. سنجد أيضاً أننا لم نُحسن استغلال هذه الخاصية التي من المُمكن أن تروّج لبلدنا العظيم خير ترويج، فالفلاتر غير جذابة وغير متجددة، ولا توجد لها وفرة وبدائل كثيرة.

هذا بالنسبة لتطبيق سناب شات الذي يعتبر تطبيقاً يستخدمه معظم الشباب حول العالم، ومثل هذه الخصائص متوفرة في باقي التطبيقات مثل "التيك توك" و"الإنستغرام".

رأيي المتواضع

في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية، أصبحت القوى الناعمة أدوات فعّالة لتعزيز الهوية الوطنية ونشر الوعي الثقافي، والترويج للدول ومناطقها. ولعل أبرز هذه الأدوات هي تلك التفاصيل البسيطة التي قد تبدو للبعض غير ذات أهمية، مثل الأغاني الوطنية وفالتر "اللوكيشن" الخاص بمدن البحرين على منصات التواصل الاجتماعي و"الميم" وغيرها من الخصائص التي يمكن استثمارها كقوى ناعمة في الترويج عن بلادنا.

في رأيي المتواضع، بأننا يجب أن نواكب ما يحدث، وأن نسخّر خصائص تطبيقات التواصل الاجتماعي لصالحنا. فهي قوى ناعمة لها تأثير كبير على مستخدمي هذه المنصات لا يقل عن تأثير باقي القوى الناعمة المستخدمة.