حذرت مراكز أبحاث دولية مهتمة بالشرق الأوسط من الغضب الأمريكي بشأن ما يجري في البحر الأحمر، ونوهت بأن ذلك قد يجر المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، حيث ذكرت أن واشنطن لها تاريخ حربي في التعامل مع هذه النوعية من التهديدات البحرية ومنها مضيق هرمز وباب المندب وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية.

فقد قال مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية والمعروف بمركز BESA وهو مركز أبحاث مستقل متخصص بالأمن القومي والسياسات الخارجية أن التحالف البحري الذي تم تشكيله مؤخراً المسمى بتحالف الازدهار ليس هو الأول من نوعه، ففي ثمانينات القرن العشرين فقد تعاملت واشنطن بتوفير الحماية من حرب الناقلات التي شلت أسواق النفط في الحرب العراقية الإيرانية.

وبالنسبة للتهديدات الحوثية، فقد أكد التقرير الصادر من المركز أن ما يقوم به الحوثيون فهو مشابه لما شهد في المضيق عندما قام الصوماليون بعمليات القرصنة فالأخير كان الهدف فيه هو الحصول على الفدية وقد تم تشكيل تحالف من 34 دولة لمواجهته وقد نجحت في التصدي والمواجهة أما الحوثيون فإن دوافعهم أيديولوجية.

ولخص مركز الأبحاث أن الحوادث البحرية لها تاريخ في إثارة الغضب الأمريكي منذ انفجار بارجة يو إس إس مين، وصولاً إلى الهجوم على بيرل هاربور وقد كان الرد الأمريكي كارثياً والذي أدى إلى استخدام القنبلة النووية، ووصف بأن إيران حالياً تلعب بالنار في إشارة لدعمها للحوثي.

وتعليقاً على التقرير الذي تم الاطلاع عليه، ففي السابق كانت واشنطن تحكم البحار ولديها ما لديها من تقدم في السلاح إلا أن الملاحظ هو أن تل ابيب تقصف في غزة ولازالت حماس رغم الدمار تقوم بالرد بعد نحو 80 يوماً، وبالمثل في بيروت ودمشق وبغداد، أما الطرف الآخر فقد شهدت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق هجمات متكررة مكثفة من قبل وكلاء إيران وكل ذلك مؤشرات بأن هناك تغير في منهجية التعامل من قبل محور المقاومة.

في نهاية المطاف، مهما كان الغضب الأمريكي مدمراً فإن العالم سيرضخ للأقوى، فواشنطن كما كررناها سابقاً ماهرة في اللعب بالورقة الرابحة، فالحوثيون المدعومون من إيران يعلمون أن واشنطن قادرة على جعل صنعاء رماد والعالم بأجمعه ومنهم روسيا والصين وإيران سيلتزمون الصمت، فالرسالة التي أود إيصالها أن مهما كان مستوى التسلح لدى ما يسمى بـ«محور المقاومة» أو طهران أو موسكو أو بكين، فإن المستوى المتقدم في تكنولوجيا صناعة الأسلحة لدى واشنطن لا زال يتصدر المشهد العسكري والجميع يتسابق على الحصول على تلك التقنيات وأن المنافسة باتت ضعيفة في ظل التشديد الأمريكي في صفقات التسليح وبيع التكنولوجيا الحديثة، فإن الصين وروسيا تلعبا دوراً منافساً صاعداً ولكن لا يصل لمرحلة التهديد كما كان المشهد في الحرب العالمية الثانية والباردة.