مع تطورات الأحداث الدولية والإقليمية سواء على المستوى الخليجي أو العربي وصولاً إلى ما يجري من نزاعات وصراعات، فإن وسائل الإعلام سواء كانت التقليدية أو الحديثة المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، فإن هناك أحزاباً ودولاً مارقة تستغل هذه الأزمات لخلق رأي عام يخدم مصالحها في المنطقة.

ونظراً إلى خصوصية العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي جرى تأسيسه عام 1981، فقد أقر المجلس الأعلى في دورته السابعة «أبوظبي، نوفمبر 1986» ميثاق الشرف الإعلامي الذي ينظم العلاقة بين وسائل الإعلام في دول المجلس والإعلام الخارجي، وتم تطوير وتحديث مضامينه في الدورة التاسعة عشرة للمجلس الأعلى «أبوظبي، ديسمبر 1998».

وفي خضم ما يشهده العالم من طفرة في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد، بل تلعب دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام بناءً على دراسات أكاديمية ومراكز أبحاث، ومنها ما كشفه معهد رويترز لدراسة الصحافة في تقريره السنوي الذي أشار فيه إلى أن أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت يحصلون على أخبارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن «فيسبوك» يلعب دوراً متزايد الأهمية في توزيع الأخبار: 44% من الأشخاص يستخدمون «فيسبوك» كمصدر رئيسي للأخبار، يليه 19% من الأشخاص الذين يستخدمون «يوتيوب» كمصدر رئيسي ومن ثم 10% يفضلون «تويتر».

وبالتالي، نصل إلى نقطة محورية وأساسية، هي أن ما يجري الآن في وسائل التواصل الاجتماعي لا يتناسق مع ميثاق الشرف الإعلامي لدول مجلس التعاون، فلا يعقل أن هناك حسابات إخبارية لا تلتزم ببنود مضامين الميثاق أو بمضامين النظام الأساسي الذي تم تشكيله من قبل المجلس.

خلاصة القول، إن ميثاق الشرف الإعلامي لدول الخليج العربي يحتاج إلى تطوير آلياته والعمل على تخصيص لجان لرصد التفاعلات وما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، ليكون هناك آلية ضبط للخطاب الإعلامي حفاظاً على اللحمة الخليجية في ظل ما تواجهه المنطقة من تآمر ومخططات لتفكيك هذه المنظومة، هم الآن يستهدفون الشعوب لتحقيق ذلك عبر تلك المنصات لتمرير سمومهم في عقول الناشئة وصولاً إلى جميع فئات المجتمع.