وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن محمد الداعري كشف في حواره مع «الوطن» الحقيقة التي لا تخفى عن الجميع، وهو الدور الإيراني في دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، التي سيطرت على مناطق في اليمن، وهو ما دعاه إلى ضرورة تصنيف ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب.

هذا التصنيف ليس وليد اللحظة، وإنما هي مطالبات قديمة، ربما لم تكن الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تأخذه بعين الاعتبار، لأن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لم تكن تهديداً حقيقياً لمصالح الغرب في المنطقة، وهو ما جعل هذا التصنيف لا يؤخذ على محمل الجد لدى المجتمع الدولي، بل إن الأمم المتحدة ومبعوثيها المتعاقبين إلى اليمن يشعروننا أحياناً كثيرة أن قراراتهم ومواقفهم تصب في صالح هذه الميليشيا الإرهابية.

ولكن ليس بعد الآن، وليس بعدما كشف وزير الدفاع اليمني خطورة هذه الميليشيا التي لا تهدد أمن واستقرار المنطقة فحسب، وإنما تهدد أيضاً مصالح العالم، وتحديداً محاولات الحوثي عرقلة إمدادات النفط والطاقة والتجارة العالمية في مضيق باب المندب، الذي يعتبر ممراً دولياً استراتيجياً لا غنى عنه، وبتهديد الحوثي فإن مصالح دول العالم -ومنها طبعاً الولايات المتحدة والدول الأوروبية- ستكون تحت رحمة هذه الميليشيا إذا - لا قدر الله - تمكنت من السيطرة على هذا المضيق الدولي الهام.

لذلك جاءت دعوة وزير الدفاع اليمني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، لضمان أمن الملاحة وإمدادات الطاقة العالمية والنفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهذه الدعوة تحتاج إلى تبني ومتابعة من الأسرة الدولية، حتى لا نجد من هذه الميليشيا الإرهابية ما لا يحمد عقباه، لذلك فإن جامعة الدول العربية مطالبة بتبني مطالبة وزير الدفاع اليمني، في تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على قوائم الإرهاب، وطرح هذه المطالبة على الطاولة الدولية، والسعي الحثيث للظفر بهذا التصنيف.

وأرى أن تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بجماعة إرهابية سيجعل التعامل معها مثل التعامل مع الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل «داعش»، وتنظيم القاعدة، و«حزب الله» اللبناني، والميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، التي ذكرها الوزير اليمني في حواره مع «الوطن»، وأكاد أجزم أن هذا التصنيف لن يلجم هذه الميليشيا فحسب، بل سيضع إيران في مأزق، فهذا التصنيف سيؤدي إلى تحجيم الخطر الإيراني على المنطقة، ويعني أيضاً أمن وأمان الملاحة التجارية في مضيق باب المندب، وفي اعتقادي أن هذا السبب الأخير هو ما قد يحرك الدول الكبرى ضد الحوثي، فهل سنشهد تحركاً قريباً وجاداً من المجتمع الدولي ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران؟