حدثان بارزان مرَّا مؤخراً على مملكة البحرين يستحقان الوقوف عندهما، والإمعان في الرسائل التي تقف خلفهما؛ لما لهما من أهمية كبيرة للمملكة في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حثيثة وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.

الحدث الأول هو حصول مملكة البحرين على شهادة الاعتماد الدولية للمساكن المجتمعية التي تخص السجون المفتوحة بشكل دولي‏ وذلك لبرنامج السجون المفتوحة من الجمعية الإصلاحية الأمريكية «ACA»، حيث تسلم مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة، الشيخ خالد بن راشد آل خليفة، شهادة الاعتماد، ونالت الإدارة الشهادة بعد اجتيازها للأسس والمعايير المقررة من الجمعية الإصلاحية الأمريكية كأول جهة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على الاعتماد، في إنجاز دولي فريد وجديد يحسب لبرامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة في المملكة، لاسيما أن تلك البرامج استمدت الركائز من الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، حيث نجح معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وباقتدار، في اعتماد أفضل المعايير العالمية في تنفيذ تلك البرامج والتي كان لها أكبر الأثر في الإشادة الإقليمية والدولية بجهود البحرين في هذا المجال والذي يسند مسيرة البحرين في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في المملكة.

ومن الجدير بالذكر أنّ برنامج السجون المفتوحة حصل على شهادة الاعتماد في أقصر فترة تدقيق على المعايير التي تتّبعها المنظمة الأمريكية، وهو ما يعكس الأداء الرفيع والكفاءة العالية من وزارة الداخلية في تنفيذ البرنامج، لاسيما أن المملكة تواصل التوسع في استخدام تشريعات العقوبات البديلة التي تم تطبيقها على 973 مستفيداً في عام 2022، بحسب تقرير حقوق الإنسان والديمقراطية الذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث لعام 2022، وبلغ عدد المستفيدين في عام 2023، نحو 1575 مستفيداً، ووصل عدد المستفيدين منذ البدء بتطبيق العقوبات البديلة في عام 2018 وحتى الآن نحو 6289 مستفيداً.

ولعل ما يعزز منظومة حماية حقوق الإنسان في البحرين أنه يمكن لجميع النزلاء الاستفادة من العقوبات والتدابير البديلة بغض النظر عن المدة التي قضوها في مركز الإصلاح والتأهيل، وهو ما يؤكد أن البحرين صارت أيقونة في هذا المجال سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الإقليمي أو الدولي.

الحدث الثاني، وهو حدث بارز أيضاً، هو الاحتفال بمناسبة اليوم الدبلوماسي لمملكة البحرين، الذي يوافق الرابع عشر من يناير من كل عام، ومرور 55 عاماً على تأسيس الدبلوماسية البحرينية، والتي تعد عنواناً وأيقونة لدول العالم في نشر سبل الخير والسلام والتعايش السلمي والتسامح الديني، وهذا يتحقق بفضل الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه الذي استطاع أن يرسيَ تلك القيم النبيلة، وهو ما يظهر جلياً في دور البحرين المؤثر في دعم مسيرة الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم كون البحرين دولة شقيقة وصديقة لجميع دول العالم، بالإضافة إلى حرصها الشديد على احتواء الأزمات والتحديات والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ومناطق أخرى من العالم بفضل الدبلوماسية الحكيمة للمملكة التي تنادي بنهج لغة المنطق والحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.