لا يختلف اثنان على أن العالم بمجمله يمر بفترة انتقالية تسودها تعثرات وعراقيل تجعل من عملية النمو عملاً صعباً وشبه مستحيل، ناهيك عن المؤثرات الأخرى الناتجة عن التوترات السياسية والميليشيات العسكرية التي تُعيث بالأرض فساداً وتبطئ من التعافي الاقتصادي في المضيقات البحرية والممرات التجارية، أضف إلى ذلك الخطط التي يديرها البعض بالخفاء وتؤدي إلى انتكاسات اقتصادية وتدق طبول الحرب بالعديد من الأقاليم والخلجان.

وسط كل تلك الفوضى وبين كل ذلك العبث، هناك قيادات ورموز تعمل بالليل والنهار من أجل رفعة الأوطان ورفاهية الشعوب، تضع الدراسات وترسم الخطوط العريضة وتصوغ الخطوات الثابتة للتقدم رغم كل تلك الأحقاد والمصاعب ولن نبالغ إن قلنا الكوارث، فالقارئ الجيد للأحداث يعلم تمام العلم بأن العالم أقرب إلى الحروب منه إلى السلم والتعايش، أقرب إلى الدمار منه إلى البناء والتعمير، فما مرت به دمشق، وما يحصل في بيروت، ومن يختطف اليمن وممراته البحرية ناهيك عن أوكرانيا وغيرها من الدول، فكل تلك الأحداث التي نستشرف منها المستقبل تجعل من العالم كرة نارية قابلة للانفجار في أي وقت.

ولكن ووسط كل تلك الأحداث فهناك من يعمل بالنور وتحت الشمس من أجل غد أجمل ومستقبل مشرق للوطن وللمواطن، ذلك هو ولي عهدنا رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، الذي يعمل وفق التوجيه الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ويترجم سموه تلك التوجيهات إلى عمل ملموس على أرض الواقع، وفق أجهزة معاونة تعمل وفق منهاج علمي وأكاديمي، ممزوجة بالخبرات الناجحة وبالشباب الطموح، ونرى ذلك على أرض الواقع من خلال ما تحقق حتى الآن، وما يجري تحقيقه عبر اجتماعات مجلس الوزراء ومجلس التنمية الاقتصادية واللجنة التنسيقية، برؤية طموحة تقودنا إلى المستقبل المشرق لمملكتنا الغالية، وتأكيدات سموه على التكامل الذي تنتهجه الحكومة الموقرة مع القطاع الخاص والأهلي وكل ذلك يصب في مصلحة واحدة وهي مصلحة المواطن ومستقبله ومستقبل أجياله.

إن حكمة جلالة الملك المعظم وقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لدفة هذه الرؤية تؤكد على المقولة البحرينية والخليجية أن "الخير بقبال" والقادم هو الأجمل كما هو حاضرنا الجميل، تلك هي رؤية البحرين الاقتصادية 2050 وذلك هو الشعب المخلص والوفي الذي يعتبر شريكاً فاعلاً في هذه الرؤية الطموحة.