الوضع الإنساني والاقتصادي والأمني في قطاع غزة سيئ جداً لأبعد الحدود، فالشعب الفلسطيني في غزة يعاني في هذه الفترة من الجوع لا ماء صالح للشرب لا طعام ولا إمدادات ولا معونات غذائية أو أدوية تصل إلى هذه المنطقة المنكوبة، فالتحديات كثيرة تتوالى وتتفاقم ولا تنقطع فحال هذا البلد من سيئ إلى أسوأ، دمار وقتلى وتهجير وتجويع يهلك الكبير والصغير، ولا شيء يقف أمام المارد الذي يفتك بكيان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ويسلب الإنسانية من قاموس الحقوق والأمن، فإسرائيل تستخدم سلاحاً آخر ضد الشعب الفلسطيني، وهو سلاح الجوع الذي يُعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي، يضاف إلى انتهاكاتها الأُخرى التي لا تُعد ولا تُحصى.

أطفال في غزة يصرخون «متنا من الجوع»، وطفلة تقول «أصبحنا نأكل أكل الحمير بسبب الجوع»، وطفل آخر يجمع أوراق الشجر ليأكله، وطفلة أخرى تقول «أخفي جوعي كي لا تتألم أمي»، أطفال تحولوا إلى هياكل عظمية فأنين الجوع لا يرحم ولا يلبّي الحاجات ولا ترقّ به قلوب تلك المنظّمات التي اختارت أن تقف صامتةً ومشلولةً في مدّ يد المساعدة من المجاعة التي تحيط بالأبرياء، فالمنظمات الدولية لا تسمع لا ترى لا تتكلم ولا ترحم الأطفال والنساء والمدنيين ولا تقف موقفاً جادّاً لحلّ هذه الأزمة الإنسانية، فالوضع خطير جداً، الجوع وانتشار الأمراض والبرد أسلحة دمار تطال غزة بعد القنابل والصواريخ والرصاص، فأي أزمة اجتمعت في قطاع غزة تقلع جذور الإنسانية وتنثر رائحة الدمار وتزرع الكراهية في كل مكان؟

أطفال تموت تباعاً من الجوع، فأي مأساة إنسانية أكبر من ذلك؟ أما آن لهذه المنظمات أن تترجّل وتنصر غزة من الموت جوعاً؟ أما آن لها أن تنصر الضعيف والمظلوم وتنقذ شعباً من الإبادة؟ أما آن أن تردَّ ردّاً فورياً لإنقاذ ما تبقّى في قطاع غزة؟ ارحموا غزة من الجوع أيها الناس.