تيمّناً لمَقْدم عيد الفطر المبارك واحتفاءً به، صبّحنا ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأطال عمره بالتوفيق، بخَبَرٍ سعيد امتزج بعيد الفطر المبارك لهذا العام، ألا وهو العفو العام لعدد من نزلاء الإصلاحيات الذين بلغ عددهم 1584 نزيلاً، وهذه عادة متوارثة بين حكّام البحرين منذ القِدَم لإدخال الفرح والسرور، لا لأسر المعفو عنهم فقط ولكن يشمل جميع البحرينيين، إذ لا يخلو فردٌ ممن عُفي عنه من أقرباء وأصدقاء وترابط أُسري، خاصة في الأعمال التي يكسبون منها معاشهم الذي يصرفونه على والديهم وزوجاتهم وأبنائهم ونتاجه يصبّ فيما يفيد الوطن وأهله.

مليكنا المعظّم من نهجه الإنساني الداخلي والعالمي، واحتضانه راية السلام على مستوى الشعوب والدول على اختلاف ثقافاتهم وعقائدهم وأصولهم، الغاية من ذلك هدفه سامٍ ونبيل وإنساني، والعفو الذي اتخذه جلالته في الداخل، يُعدّ رسالة للعالم أجمع أن أقواله ينفذها حرفياً في وطنه العزيز كون الحرية مطلب كل إنسان يعيش على الأرض، وما نزلاء الإصلاحيات إلا أناس زلّت بهم القَدَم فوقعوا في المحظور، سواء أكان ذلك المحظور جناية أو جنحة أو مخالفة من بحريني أو مقيم، وأنصفهم قانون العقوبات البديلة الصادر من جلالته، فهم -أي النزلاء في الإصلاحيات- دائماً في تطلّع إلى عطف وعفو جلالته الإنسان الرحيم العطوف، وأمنية كل نزيل في الإصلاحيات أن يستعيد حرّيته ويبدأ حياة جديدة ويستغفر الله تعالى، ويساهم في تعمير وتقدّم وطنه الغالي مع باقي المواطنين، دمتم سيدي حصناً لهذا الوطن العزيز ولشعبكم الذي أخلصتهم له وبادل جلالتكم إخلاصاً بإخلاص وولاء، بجد ومثابرة ليكون كل مواطن عزيزاً في وطنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون). وبهذه المناسبة المباركة المملوءة بالسرور والبهجة والسعادة، أهنئ جلالتكم المعظم وسمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظكم الله ورعاكم، والدعاء موصول إلى جميع أفراد العائلة المالكة الكريمة وجميع المواطنين المخلصين، وأتمنى لجلالتكم دوام الصحة والعافية وطول العمر والسؤدد، وأن يكون التوفيق والنجاح حليفكم، وتحقيق ما تصبون إليه من عز وأمان وسلام لوطننا الغالي.