أسابيع قليلة تفصلنا عن استضافة مملكة البحرين للقمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، منتصف مايو المقبل، والتي تمثل حدثاً تاريخياً مفصلياً، بسبب الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية، والتي تستدعي رص الصفوف وتعزيز التضامن والتعاون في مختلف المجالات؛ السياسية والاقتصادية والأمنية.. وبما ينعكس على استقرار المنطقة، والانطلاق في عملية بناء شاملة تحقق أحلام وتطلعات المواطن العربي في مختلف الأقطار.

البحرين؛ وهي تحتضن القمة العربية، تؤمن أشد الإيمان بضرورة الخروج بقرارات وتوصيات قادرة على تعزيز التضامن العربي في هذه الظروف، وبما ينعكس على مستقبل الأجيال القادمة، ارتكازاً إلى خبرات ومبادرات عديدة قدمتها البحرين عبر مشاركتها الفعالة في القمم العربية منذ انضمامها لجامعة الدول العربية في سبتمبر من العام 1971.

كانت البحرين عبر تاريخها الطويل، بيتاً جامعاً لكل الأشقاء، وحاضنة للتضامن العربي، لتعكس قيم وثقافة أهلها، القائمة على السلام والمحبة وقبول الآخر وتقديم كل الدعم والمساندة للأشقاء والأصدقاء في كل الظروف والأحوال، وها هي اليوم تجدد الترحيب بالأشقاء العرب، في بيت العرب، وبضيافة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.

وهنا لابد لنا أن نستذكر الدعوة الملكية السامية التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة بتأسيس محكمة حقوق الإنسان، ومبادرة جلالته أن تكون البحرين المقر الدائم للمحكمة، والتي حظيت بالترحيب، وهي دعوة تعكس بكل وضوح ما يوليه جلالته من اهتمام لتعزيز قيم حقوق الإنسان في مختلف الأقطار العربية، كما أنها تمثل أيضاً ثوابت البحرين في التأكيد على حفظ الكرامة الإنسانية لكل مواطن عربي.

مملكة البحرين كانت على الدوام مؤمنة بأهمية التضامن والتكاتف العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية، انطلاقاً من الإيمان بأن عام اليوم هو عالم التحالفات والتكتلات القوية، لهذا فقد سعت المملكة إلى المشاركة في جميع القمم العربية، وكان لها إسهاماتها الواضحة في العديد من القرارات والتوصيات المهمة والمصيرية.

قمة البحرين العربي.. وما سيصدر عنها من بيان وتوصيات تمثل مرحلة هامة من مراحل العمل العربي، بل يمكنني الجزم أنها أحد أهم المراحل، نظراً لما يعيشه العالم العربي اليوم من تحديات غير مسبوقة على المستويات السياسية والأمنية، إلى جانب ما تعانيه العديد من دولنا العربية من حالة عدم الاستقرار، والتي تنعكس آثارها السلبية على شعوبها والمنطقة بشكل عام.

إضاءة

«ومن واقع بأن عالمنا لا يستمع إلا لصوت التحالفات القوية والمؤثرة في مسيرة التقدم الحضاري، تتواصل مساعينا في توثيق علاقات التقارب والتكامل وتنسيق المواقف على قاعدة راسخة من الانسجام والتشاور والتعاون الأخوي، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضمن رابطة الجامعة العربية، وهو أمر لم ولن نتوقف يوماً عن دعمه، وخدمة مصالحه، تحقيقاً لتطلعاته من أجل خير ورفعة دول وشعوب المنطقة». «جلالة الملك المعظم».