يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام بيوم المعلم، وفي هذا اليوم يحفز الطلبة، وأولياء الأمور بل وللناس جميعاً على تقدير دور المعلم والأثر الذي يتركه في تربية وتعليم الطلبة، نعم.. إنه يستحق التقدير، فعلى يده أُسِّس الأطباء والمهندسون، والطيارون، وجميع أصحاب المهن الذين يسهمون في عملية التنمية، فهو المنبع الأساسي لتنمية الإنسان وتطوير قدراته وبنائها، وبالتالي هو المنبع الأساسي لتنمية الموارد البشرية، وهو يساهم بفاعلية في عملية التنمية، لذا فإن كفاءة المعلم وجودة أدائه، وجودة مخرجات تعليمه وحسن تربيته للأبناء هي مؤشر لمدى استدامة عملية التنمية.

.

إلا أن بعض المعلمين يلازمهم الشعور بالإحباط، والانتقاص من مهنتهم، وتكمن المفارقة أن بعض المعلمين، بالرغم من أنهم يؤمنون بمهنة التدريس، ويوقنون بأهميتها وفضلها، إلا أنهم يظلون يشعرون بالإحباط، ويشعرون بالانتقاص من حقهم، قد يرجع ذلك لأنهم يقضون اليوم كله في التعامل مع الصغار، فيكاد ينقطع عن المجتمع والعالم، لينغمس في محيط الصغار، فيقضي يومه بين: أقعد يا ولد، وادرس يا هذا، وانتبه للشرح يا بني، حتى يكاد البعض ينصرف عن رسالته التربوية بالتركيز على ضبط سلوك الطلبة.

.

أيها المعلم لا تكن محبطاً واستثمر علاقتك بطلابك، تذكر في كل لحظة، وأنت تقف في صدر الفصل الدراسي أنك تقف أمام طبيب المستقبل أو مهندس المستقبل، أو تاجر المستقبل، وربما نائب أو برلماني، هي بضع من السنوات تمر سريعاً لتجد ثمرة جهودك بين يديك فاحرص على جني الثمر، وتواصل مع طلابك في مرحلة الإنجاز، فقد بات التواصل سهلاً في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، فافخر بهم واعتز بهم، وستجدهم يعتزون بك ويذكرون فضلك.

.

أيها المعلم.. أنت تربوي فرسالتك الأولى هي التربية، فاغرس فيهم القيم والأخلاق، اغرس فيهم قيمة احترام الكبير، ورد الفضل والجميل، والتواصل مع الناس، وعلمهم أن احترام المعلم هو سلوك راقٍ يجب أن يتحلوا به، وثق بنفسك وبعلمك تكسب احترام طلابك، كن قدوة لهم بحسن أخلاقك وحزمك ولطفك، تعلم فنون حفظ الهيبة أمام الطلاب تكسب احترامهم، فالتنشئة على الاحترام لا تأتي بالوعظ والنصح بل بالمواقف. فكن شخصية مؤثرة تكسب احترام طلابك ليكونوا لك ذخراً، وتنال برهم.. ودمت أيها المعلم سالماً.