ما جاء في الجزء الأول هو موجز لأهوال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقد قرأت في كتب كثيرة قبل ذلك، أن القوات الأمريكية دخلت أوروبا عن طريق ساحل نور مندي غرب فرنسا، بإنزال بحري كبير، وقصف جوي كثيف، وكان بصحبتها المقاومة الفرنسية الحرة بقيادة الجنرال ديجول، وهزم الحكومة الفرنسية التي تدعمها ألمانيا في مدينة فيشي .

.

أما القوات الألمانية التي احتلت شمال أفريقيا بالإضافة إلى الدول العربية الواقعة في الشمال من القارة الأفريقية، كان القائد الإيطالي الملقب بثعلب الصحراء، وتصدت له الجيوش الإنجليزية والعربية، وعلى رأسها مصر العربية، وهزم رومل هو ومن معه في واقعة العلمين في الأراضي المصرية، ولازالت تلك المعركة لها صداها في تاريخ الحرب العالمية الثانية، والحديث عن هذه الحرب يطول، لكن علينا أخذ العبر منها وأهمها، حضارات كثيرة وإرث تاريخي وثقافي وإنساني دمر بالكامل، وأكلت نيران الحرب الأخضر واليابس.

.

أما الضحايا يقدر عددهم بأكثر من 55 مليون إنسان من مدنيين وعسكريين، بل أن بعض التقديرات تقول بأن القتلى من البشر وصل عددهم إلى 70 مليون قتيل، وشاركت في هذه الحرب 60 دولة قاست شرور تلك الحرب الرعناء، إن درساً مأساوياً رهيباً ويعد وصمة عارٍ في جبين كل من تسبب بإيقادها، حتى الحيوانات والطيور في الغابات وأعشاشها، وفي البحار والصحاري تضررت، مع أنها ليس لها لا ناقة ولا جمل، ولا ضلوع في هذه الحرب المأساوية، لكن الموعظة أن الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بين إسرائيل والعرب منذ 1948 وقيام دولة إسرائيل، قد تكون الشرارة الأولى لقيام حرب عالمية ثالثة أن توسعت، قد تفوق ما فقده الحلفاء ودول المحور، فالسلاح في ذلك الزمن غير السلاح الحديث بفضل التكنولوجيا التي أدخلت على الدبابات والطائرات والغواصات والسفن الحربية، والطائرات والصواريخ المسيرة آلياً، ومزودة بذخائر شديدة التدمير، وتقتل آلافاً من البشر وكذلك الذخائر خفيفة الوزن، يستطيع طائر صناعي موجه بحجم العصفور حملها وتوصيلها إلى الهدف المقصود، سواء قُرب هذا الهدف أم بَعُدَ، فإذا استمرت الحرب القائمة الآن في الشرق الأوسط، ولم تستجب دول العالم وخاصة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وحكماء العالم إذا لم تساند الحق المسلوب للشعب الفلسطيني، وهي القضية المحورية في الشرق الأوسط للدول العربية خاصة، وتبني الدعوة المباركة التي أطلقها ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه في اجتماع القمة العربية الأخيرة الـ33 في قمة البحرين ، بعقد اجتماع دولي للسلام، يحضره زعماء العالم أجمع في البحرين وتفعيل نصوص القرار الدولي بحل الدولتين بحذافيره، بالإضافة إلى المبادرة العربية بالموافقة عليه وبموافقة الفلسطينيين، إن استمرار الحال على ما هو عليه قد ينذر بحرب أكثر مأساوية وبشاعة من الحربين الأولى والثانية، إن مقاصد جلالة الملك المعظم من تبني السلام منهجاً، هو عدم الانزلاق إلى الهاوية إذا استعملت الأسلحة النووية، وحينها لا ينفع الندم، اللهم وفق مليكنا المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في مسعاه الإنساني السلمي، ومردود ذلك سيكون خيراً لكل سكان الكرة الأرضية، وكفى الله -سبحانه وتعالى- شعوب العالم الحروب، ولنتذكر قوله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».