لم يتهم أحد في بريطانيا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه عنصري، أو أنه ضد حقوق الإنسان، أو أنه يخالف القوانين، حين قرر سحب أماكن السكن من أي إرهابي، يوم أن ضرب الإرهاب لندن، حتى أن البعض تهكم على أوضاع لندن في تلك الأيام السود قائلاً: «إن الربيع العربي وصل لندن».
لم يتهم أحد في فرنسا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه ضد حقوق الإنسان حين قرر سحب الجنسية من الإرهابيين، بل إن الرأي العام الفرنسي وخصومه السياسيين أيضاً وقفوا معه، إنه الأمن، إنها سيادة الدولة، إنه الاقتصاد والسياحة وكل ما يتعلق بمداخيل الاقتصاد.
الإرهاب لا يحارب بالتمني وحسن النوايا، اليوم ومن خلال مناقشة قانون الإرهاب في مجلس الشورى خرجت آراء مؤسفة حين طالب البعض بأن تبقى الوحدات السكنية للمحكومين بالإرهاب عند الأسرة، وهذا الأمر لن ينهي الإرهاب، بل إن رب الأسرة المتهم بالإرهاب إذا ما خرج بعد ذلك من السجن سيجد نفس بيته ينتظره، وهذا أمر خاطئ تماماً.
الذي يخاف على أسرته وأبنائه من التشرد عليه ألا يضرب المجتمع والناس وأمن وطنه بالإرهاب، أي نظرة تنظرون يا بعض أعضاء الشورى؟
تفكرون في الإرهابي، وأسرة الإرهابي ولا تفكرون في أمن المجتمع وسلامة الناس، وسيادة الدولة، ولا تفكرون في اقتصاد بلدكم؟
إذا سحبت الوحدة السكنية من الإرهابي وأبقيناها عند أسرته فالموضوع لن يكون عقاباً بل سيشجع على الإرهاب؛ لأن الأسرة ستقول لوزارة الإسكان لن نستطيع أن نسدد أقساط الإسكان، فرب الأسرة مسجون..!
هناك على ما يبدو من يريد أن يدافع عن حقوق الإرهابيين، ولا يعبأ بحقوق المجتمع والناس والدولة، هؤلاء مع كامل احترامي لهم ولرأيهم، إلا أنه يجب ألا يسمع مثل هذا الرأي المدمر، والذي لا يساهم في وقف الإرهاب ومعاقبة الإرهابيين.
موضوع سحب السكن من الإرهابيين في بريطانيا كان حجر أساس في وقف كل أعمال الفوضى بلندن، بل إنه بعد هذا التصريح لكاميرون انتهت الفوضى، وبدأت أعمال الإرهاب تختفي، فلا أحد يريد أن يفقد سكنه من أجل الفوضى.
التحدي الذي أمام الدولة البحرينية اليوم هو تحدي الإرهاب، وتحدي الاقتصاد، ومحاربة الفساد، برغم أن البعض صرح أنه لا يوجد فساد بالبحرين، وتمنيت ألا يخرج هذا التصريح أبداً، أولاً لأنه منافٍ للحقيقة، وثانياً إن أكبر الديمقراطيات في العالم بها فساد، ولديهم محاسبة شرسة حازمة، ليست كما التي عندنا.
هذه هي التحديات التي تواجه الدولة البحرينية، وينبغي على من يقعد على كرسي التشريع ان تكون لديه رؤية وطنية، وليست رؤية فئوية أو أنه يبرر بشكل غير مباشر للأعمال الإرهابية.
أتمنى من مجلسي النواب والشورى أن يكونا حازمين في موضوع محاربة الإرهاب، ولا ينبغي اليوم أن نقول «أين سيذهب أبناء الإرهابي» بينما السؤال يجب أن يكون: «أين سيذهب أبناء ضحايا الإرهاب القاتل بالبحرين».
انقلبت الأمور وصار البعض يفكر في الإرهابي، وأسرته ولا يفكر في الضحايا والمجتمع واقتصاد الوطن، وسيادة الدولة.
من هنا نقول إن موضوع التشريع موضوع خطير وفي أحيان كثيرة نقول نحمد الله إن الحكومة الموقرة لا تأخذ بآراء مدمرة على أمن الوطن واقتصاد الوطن وأمن المجتمع.
الأخت عضوة الشورى فاطمة الكوهجي قالت أمس كلاماً كنا نتمنى أن نسمعه من أكثر من عضو وعضوة، لكن للأسف هناك من يصمت ساعة ما يكون الكلام واجباً وطنياً.
نحن اليوم نواجه إرهاباً مدعوماً من إيران، وهذا الإرهاب قتل 17 شهيداً من رجال الأمن ناهيك عن المواطنين، ومن يدافع عن الإرهابيين سيصبح عندنا في حكمهم، وفي حكم الإرهاب الإيراني.