منذ نشأت الدولة السعودية الأولى، وهذه الدولة لا تعرف الخضوع، ولا تعرف الإملاءات، ولا تخضع لأي طرف خارجي أو داخلي، ولا تصغي إلى أي منظمة عالمية مهما كان حجمها خاصة إذا تعارضت مطالب المنظمات مع شرع الله والقانون، وأمن السعودية.
منذ ذاك الحين والسعودية تعلن نفسها دولة كبرى بالمنطقة، تفرض ما تريد، وتفعل ما تريد، وتترك الجعجة والهذيان للضعفاء، ومرضى النفوس.
مع بداية العام الميلادي الجديد، نفذت السعودية أحكام القضاء النزيه والشريف وأنفذت القانون، وطبقت شرع الله على كل إرهابي يعبث بأمنها، ويهدد الآمنين ويروع المجتمع، ويدمر الاقتصاد السعودي.
القانون كان الحكم، ولم تكن الطائفة أو المذهب هي التي تقود سياسات السعودية في تطبيق القانون، فقد طبقت القانون والقصاص على كل من حكم عليه القضاء كائناً من كان، ومن أي مذهب، ومن أي قبيلة وأي دين وجنسية.
فرح أهل الخليج بخطوة تطبيق القانون على الدواعش، وعلى الحوالش، خاصة على المدعو نمر النمر الذي كان يهدد البحرين، ويهدد السعودية إبان أحداث 2011 بأن ولاية الفقيه ستطبق في البحرين، وستطبق في السعودية.
ثم أخذ يهزأ من ولي عهد السعودية آنذاك المرحوم بإذن الله شيخ الرجال الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، ثم قال أين رجال نايف، أين قوات نايف..؟
حتى جاءه الخبر اليقين، وحتى جاء له رجال المملكة العربية السعودية، وأخرجوه من جحره، وقبضوا عليه، وحاكموه بالقانون، وطبقوا فيه شرع الله.
ويبدو أنه أدرك متأخراً ماذا يعني الاستهزاء برجال الداخلية السعودية، حتى عرف أن الله حق، وأن لا مفر من تطبيق شرع الله عليه ومصيره المحتوم.
هذه السعودية، إياك أن تلعب معها، فقد تحرقك لعبتك، وتحترق أنت معها، فالأمن في السعودية لا هوادة فيه ولا مداهنة، وقد نجحت السعودية نجاحاً كبيراً في تحديات أكبر وأعظم، حين تعاملت مع إرهاب القاعدة، حتى تمكنت من الوصول إلى كل الخلايا والجيوب رغم مساحة وعدد سكان السعودية، إلا أنها قضت على إرهاب القاعدة إلى غير رجعة في إنجاز رائع وفي وقت قياسي.
خرج بيان طيب من وزارة الخارجية البحرينية في توقيت مناسب وقبل الآخرين وأعلنت البحرين موقفها وتضامنها مع تطبيق القانون بالسعودية، وهذا موقف طيب ولفتة رائعة في توقيت هام جداً، فنحن والسعودية في سفينة واحدة، وأيادينا مع أياديهم مجتمعة، والقلوب قبل ذلك مجتمعة، ليس من اليوم، وإنما عبر التاريخ وحتى اليوم، ولن نتغير بإذن الله أبداً، ولن تتغير السعودية أيضاً، لذلك نحن مع السعودية يجمعنا قدر ومصير مشترك وتجمعنا مواقف وأهداف واحدة.
أيضاً أصدرت وزارة الداخلية البحرينية تحذيرات لكل من يحاول الإخلال بالنظام والقانون، أو التعدي على سياسة المملكة العربية السعودية، أو التعرض لحكامها حفظهم الله، وهذا أيضاً بيان وموقف طيب من وزارة الداخلية البحرينية، فمن يمس حكام السعودية، يمس حكام البحرين.
تحدي الأمن في البحرين عاد إلى الواجهة بعض الشيء، خاصة بعد أن خرجت جموع في بعض القرى تتجاوز القانون، وتعتدي على الممتلكات ورجال الأمن، غير أن رجال الأمن بالبحرين كانوا في الموعد، وتعاملوا بالقانون مع كل المتجاوزين، وهذا هو المطلوب، فما حققته الداخلية البحرينية من نجاحات في الفترة الماضية يجب أن نبني عليه، ونمضي للأمام، ونحن أمامنا تحدي اقتصاد وسياحة، واستثمار، وكلها أمور ترتكز على ركيزة الأمن.
ما قام به الغوغاء في إيران حين اقتحموا مقر القنصلية في مشهد، والسفارة السعودية في طهران يؤكد أن هذه الدولة دولة غوغائية، لا تعترف بالاتفاقيات ولا المعاهدات الدولية، وهذا المشهد تكرر مع أكثر من دولة، وللأسف يحدث أمام أعين رجال الأمن الذين يتفرجون على الغوغاء وهم يقتحمون مقار دبلوماسية لدولة جارة.
السعودية في خطوتها لحفظ أمن المجتمع سجلت مثالاً بارزاً وقوياً على أنها دولة كبرى وعظمى بالمنطقة اقتصادياً وعسكرياً، ولا يمكن لأحد أن يبتزها، أو يملي عليها في أمور تتعلق بالأمن وسيادة الدولة.
وفي ذلك رسالة قوية للداخل والخارج، من أراد أن يتعامل مع السعودية فيجب أن يتعامل معها على أساس أنها دولة عظمى بالمنطقة، وإلا فإن التهديدات التي أطلقها رجال دين، أو سياسيون في إيران من أن السعودية ستدفع ثمناً باهظاً إذا ما أعدمت النمر، ذهبت أدراج الرياح.
فلا أحد يهدد السعودية أبداً ودوماً، وهي تمتلك أعظم سلاح في العالم وهو سلاح إعلان النفير والجهاد، فإياكم أن تلعبوا مع أمة الإسلام العظيمة، فإعلان الجهاد أخطر من أي سلاح نووي..!