لا خير في أرباح تأتينا من خط السفر إلى طهران، ونحن معه نفقد أمننا، ونساهم في توصيل الفرد «مشروع إرهابي» إلى حيث يريد، فيتدرب ويعود إلى البحرين ليقوض أمن المجتمع ويقوم بأعمال إرهابية، ويقتل المارة بالطرقات، ويستهدف رجال الأمن.
لا خير في أرباح خط طيران (وأصلاً الشركة عمرها ما اربحت)، ونحن بأيدينا نخرب بيوتنا ونفتح خطاً سريعاً للإرهابي من البحرين إلى إيران، والعراق، أمن الوطن أهم وأكبر من أرباح بضعة دنانير، بينما يخسر اقتصاد وطننا الكثير من الإرهاب والقتل واستهداف المجتمع البحريني والخسارة عامة للجميع.
كثيراً ما طالبنا هنا بأن تتخذ البحرين هذه الخطوة «قطع علاقات، وقف التجارة، وخطوط الطيران»، لكن لم يسمع لنا أحد، والبعض أخذ يصور المطالب الوطنية على أنها مطالب مبالغ فيها، لكن حين أتت هذه الخطوة من السعودية، الجميع أيد اقتفاء أثر الخطوة السعودية، وهي بالضبط ما طرحناه هنا.
بإمكان طيران الخليج إيجاد محطات مربحة إلى دول مهمة لنا، مثل المغرب، وأوروبا، وماليزيا، كما أن بالإمكان أن تقوم طيران الخليج بتوسعة فكرة إطلاق خطوط مباشرة من مطار الكويت إلى محطات يفضلها أهلنا بالكويت، وستكون مربحة أكثر من خطوط الطيران إلى بلدان عدوة تستهدف أمننا وسيادتنا.
أكتب هذا العمود ظهراً، ولا أعرف هل صدر قرار بحريني بوقف التجارة وخطوط الطيران أم لم يصدر، وأتمنى كما يتمنى كل محب لوطنه أن نوقف التجارة مع بلد لا يأتينا منه إلا كل شر، وفتنة ومؤامرات، وخبائث، وأمراض، وفواكه يتم حقنها بالأمراض حتى تنتقل إلى شعب البحرين.
لكل شيء بديل، والدول الحيوية دائماً ما تنوع الاستيراد من عدة دول حتى لا تتعرض إلى نقص في الظروف التي تحل فجأة، ومن هنا نقول إن علينا أن نوجد بدائل لكل ما يتم استيراده من إيران والعراق.
اليوم ينبغي علينا أن نتخذ خطوات جادة وقوية في اتجاه قطع كل ما يصب في ازدياد الإرهابيين ودعمهم، وأول هذه الخطوات هي منع سفر البحرينيين إلى إيران والعراق معاً، فهما صنوان ومثيلان، وقد ضاعت عروبة العراق من بعد أن سلم الأمريكيون بلاد الرافدين إلى العمامة الإيرانية في 2003.
لا يوجد أثمن من أمن الأوطان، وحين يضيع الأمن تضيع معه كل مقومات الحياة وتعم الفوضى، وهذا ما كان يراد لنا أن نقع فيه في 2011، لكن الله لطف وسلم وهزم الأحزاب وحده، وقد وفق الله قادة البلد لاتخاذ الخطوات الصحيحة، التي حفظت البحرين من المؤامرة الكبرى المعروفة.
من هنا يجب أن نرى الأمور على حقيقتها، ونعمل كل ما بوسعنا لحفظ أمننا وسيادتنا، ولأن نقف مع إخوتنا في المملكة العربية السعودية، ويكون موقفنا هو موقفهم، فالسعودية حكاماً وحكومة وشعباً وقفوا معنا وقفة رجل واحد في أزمتنا، وهذا الموقف لا ينساه أي بحريني شريف، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
خطوط الطيران والتجارة يجب أن تتوقف مع هذه الدولة التي تعادينا، ونحن طوال السنوات الماضية نمد أيادينا بالخير لهم وبحسن نية، لكنهم لا يفهمون لغة المحبة والاحترام، هؤلاء لا يفهمون إلا لغة واحدة، وهي لغة القوة، والند للند.
تمنيت أن تنطلق مواقف المقاطعة التجارية، ووقف خطوط الطيران من المجلس المنتخب، حتى تكون المواقف شعبية قبل أن تكون حكومية.
كل الإرهاب والتدريب، وتهريب المتفجرات جاءت من دولتين، إيران والعراق، أوليس هذا سبباً في أن نتخذ موقفاً يحمي وطننا ومجتمعنا واقتصادنا، خط طيران يحقق أرباحاً لشركة واحدة، بينما يخسر اقتصاد وطن بأكمله جراء الإرهاب وتدريب الإرهابيين في إيران والعراق.
امنعوا السفر إلى هاتين الدولتين، فقد نفد كل الصبر، وكل حسن جوار مع عدو لا أخلاق ولا قيم ولا دين له..!