بعض التجارب الحياتية التي يمر بها أي واحد منا، تأخذ مكانها الخاص في العقل الباطن، وتبقى هناك ما بقي الإنسان على هذه الأرض، وأسوأ هذه التجارب تلك التي يصاحبها الندم، على ما فات من العمر. قد يأتي الندم من خلال عدم تحقق ما كان يصبو إليه هذا أو ذاك من الناس. بمعنى أن تلك اللحظة أو الفترة التي حددت في الماضي، تعيش في الحاضر، صحيح أنها لا توجد كواقع ولكن توجد كذاكرة، تجعل حياتنا كما يقال جحيماً، ولا نستطيع الفرح والضحك من القلب. نحن لا نستطيع أن نغير الماضي، ولكن نستطيع أن نحوله في صالحنا ومن أجل إثراء تجربتنا الحياتية الراهنة. السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن ذلك؟ هناك العديد من الطرق التي تطرحها البرمجة اللغوية العصبية لمعالجة هذا الأمر، والعمل على إبعاده من حاضرنا الذي علينا أن نعيشه ونتمتع به، كأجمل نعمة حصلنا عليها.
لهذا ومن خلال مقال الكاتبة رحاب سعيد نقرأ أن خبيرة التنمية البشرية نجلاء حسان تقول: «إن الكل يخطأ ويستغرق في الندم على تلك الأخطاء، معتقدين أنه بتلك الطريقة يمكن إصلاح الخطأ، في حين أنك إذا حاولت تحسين حاضرك والغد فإنك ستصبح شخصاً أفضل، لذا إذا كنت ترغب في نسيان أخطاء الماضي فاتبع تلك الخطوات:
* انظر إلى الجانب الإيجابي: عندما تتعرض إلى خيبة أمل أو شعور سيئ، وتشعر بالندم أو الرغبة في التخلص منه تذكر أن ذلك حدث حتى تتعلم التمييز بين الصحيح والخطأ، وكما تحدث الأشياء السيئة تحدث الأشياء الجيدة.
* لا أحد يخرج خاسراً: أياً كان الموقف الذي تتعرض له وكان سيئاً ومخيفاً، فإنك ستجد البعض من الأصدقاء ممن يقفون بجانبك، فالشخص الذي قد يغدر بك، ستجد في مقابله أشخاصاً آخرين يمدون يد المساعدة، لذلك وأنت تفكر بخطأ الماضي تذكر الأشياء التي تبعتها.
* عش الحاضر: تذكر دائماً أن العيش في الماضي لن يصحح أخطاءك أو يجعلك تشعر بالتحسن، بل سيجعلك تشعر بالحزن والاكتئاب، لذلك تعلم العبرة من الماضي، وعش الحاضر، بكل ما فيه من مميزات وعيوب.
* اشغل وقت الفراغ: إن كثرة التفكير غالباً ما تأتي بسبب وجود وقت فراغ كبير، لذلك إذا أردت أن تترك الماضي وتلتفت إلى الحاضر فيجب أن تشغل أوقات الفراغ بالقراءة أو ممارسة رياضة ما، وألا تترك وقتاً للتفكير في الماضي.
وأضيف إلى ما قالته خبيرة التنمية البشرية نجلاء حسان، أننا نستطيع أن نذهب إلى الماضي من خلال نظرية خط الزمن، ونعيش في تلك اللحظة ونشاهد الحدث السيئ على سبيل المثال كما هو بالفعل، مستخدمين جميع الأحاسيس، النظر والسمع والشم والذوق والمشاعر، ونبدأ بعملية النظر إليه من الزاوية التي رأيناه يحدث. نجلس مع الحدث بعض الوقت، دون أن نتدخل فيه، بقدر ما تكون العملية هي عملية مراقبة، لا أكثر.
بعد أن نتشبع من الحدث كما عشناه، نبدأ في تغييره، فإذا كانت هناك كلمة سلبية قيلت لنا، نحاول أن نغير هذه الكلمة إلى فعل إيجابي، فإذا قال لك «أنت غبي»، حول الكلمة إلى كلمة «أنت ذكي»، وإذا كان هناك، من ضربك، تصور أنه عانقك بشكل حميمي، رائع، شعرت من خلاله بالفرح.
إن طبيعة العقل الباطن، لا تستطيع أن تحمل حالتين في نفس الوقت، لهذا إذا أردت التخلص من ألم الماضي والندم على ما فات عليك أن تضع له بديلاً إيجابياً. لقد جربت هذا الأمر، وعليك أنت أن تجرب أيضاً.