«إن الجوع الأكبر في الحياة ليس للطعام، أو المال، أو النجاح، أو المنزلة الرفيعة، أو الأمان، أو الجنس، أو حتى لحب الجنس الآخر، لقد حصل الناس على كل هذه الأشياء مراراً وتكراراً، وفي النهاية لايزالون في الحقيقة، يشعرون بعدم الرضا، بل أصبحوا في كثير من الأحيان أكثر استياء من ذي قبل، في الحقيقة إن الإحساس الأعمق بالجوع في الحياة هو ليس لسر لا يباح به، عندما يكون المرء راغباً في الكشف عن ذلك الجزء الخفي في نفسه، لقد شبه هذا المسعى في تقليد الحكمة القديمة بالغوص عميقاً من أجل الجوهرة الأثمن في الوجود، وهي طريقة شعرية للقول إن على المرء أن يرى أبعد من المياه الضحلة، ويغوص عميقاً في نفسه، ويبحث بصبر وأناة حتى يجد الجوهرة التي لا تقدر بثمن».
هذا ما يقوله الحكيم الأمريكي الجنسية، الهندي المولد، ديباك شوبرا، في مقدمة كتابه الأخير «الأسرار» والذي ساقني القدر لأشتريه من إحدى مكتبات أبوظبي. وقد احتل كتاب «الأسرار» المركز الأول في تصنيف الكتب «الروحية والوعي»، والأكثر مبيعاً في مكتبة «نيويورك تايمز». «الحياة كتاب من الأسرار على استعداد تام ليتم فتحه»، مؤلف الكتب الأكثر مبيعاً، ديباك شوبرا يصف الكتاب بقوله «الكتاب يحمل المفتاح لمساعدتك على عيش حياة ذات معنى، ويساعدك على تشكيل مستقبلك»، يحمل الكتاب عنواناً فرعياً «فك شيفرة الأبعاد الخفية من حياتك».
وقد لخص أحد القراء الكتاب، ووضع مجموعة من الملاحظات حيث يقول:
* الطاولة غير المنظمة يمكن أن تعكس الفوضى الداخلية لصاحبها، والشعور بعدم الأمان وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
* إذا اشتريت أثاثاً لمجرد أنه رخيص ولم تبال إذا كان يعجبك أم لا، أو لونت الجدار بالأبيض لأنك لا تكترث إلى أي لون تنظر، أو خفت من التخلص من الصورة المعلقة على الحائط حتى لا تغضب حمويك اللذين أهدياك إياها، فهذا تعبير بأن ذاتك ليست بتلك الأهمية عندك.
* لا تحاول التخلص من الألم بالمتعة فكلاهما مؤقت.
* إننا نخاف الفقر كما نخاف الفضائح، ونخاف أن يخيب أبناؤنا توقعاتنا ويفسدون الصورة التي نحاول أن نرسخها عنا لدى الآخرين، وهذا قمة ما يخشاه أي أب أو أم.
* اعمل قائمة بمسببات الضغوطات في حياتك واعمل على التخلص منها واحداً تلو الآخر.
* لا تحاول أن تأخذ مشاكلك عند من لم يعبأ بها، ولم يهتم بمساعدتك في إيجاد الحلول لها، حاول طلب المساعدة ممن تعرف بأنه يهتم بأمرك وسينصت لك، ولا تخجل من طلب المساعدة فلا يوجد إنسان لا يحتاج للغير، هكذا خلقنا كبشر.
* العقل أصعب جزء من الجسد لنحبه، لأننا نشعر أننا مسجونون فيه.
* عدد خمسة قرارات اتخذتها واعتقدت في حينها بأنها كانت القرارات الصائبة والمناسبة، ثم عدد خمسة أخرى لم تكن كذلك، اذكر نتيجة سلبية واحدة لكل قرار صائب اتخذته، ونتيجة إيجابية لكل قرار خاطئ، لن تعرف صحة القرارات التي تتخذها في حينه، إلى أن تثبت لك التجربة عكس ذلك، لا يوجد قرار وحيد أوصلك إلى ما أنت عليه اليوم، فما وصلت إليه نتيجة قرارات وخطوات وعثرات عدة.
* كل ما تركز عليه سيتحقق في حياتك في يوم ما.
* الطاقة مثلها مثل أي شيء آخر تتجدد بالاستخدام، فكلما بذلت مزيداً من الجهد كلما تجددت الطاقة بداخلك، والعكس هو الصحيح فعدم استخدام الطاقة يقلصها، والشغف والالتزام يعززان الطاقة وينميانها.
* تعلم فن العطاء وكن كريماً بوقتك، بالمديح، أوجد ما يستحق الثناء في من حولك وامدحهم صادقاً، فكثيرون يتوقون لكلمة إطراء أكثر من المال.
إن كتاب «الأسرار»، هو واحد من الكتب التي أرى ضرورة أن تكون موجودة في مكتبة البيت، من أجل القراءة وإعادة القراءة، ففي كل مرة تقرأ أحد القوانين تكتشف أشياء جديدة كانت غائبة عنك في القراءة السابقة