يحتفل المهتمون والمختصون في الإعلام الاجتماعي كل عام في 30 يونيو باليوم العالمي للإعلام الاجتماعي، حيث تعود قصة الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 2010، حين اهتم موقع «ماشابل» المختص بالإعلام الرقمي «السوشال ميديا» بتخصيص يوم عالمي له لمدى أهميته وقوة تأثيره على المجتمع على كافة الأصعدة ولكونه مكملاً للإعلام التقليدي.
وفي كل عام يخصص في الاحتفالية موضوع يتعلق بهذا الإعلام التقني الجديد، للحديث عنه ونشر ثقافته ومفاهيمه. وفي هذه السنة يحتفل عالم «السوشال ميديا» بالمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي لما لهم من قوة في الإبداع على التأثير على كافة شرائح المجتمع من خلال المنصة السوشالية، وبالتالي يتميزون عن غيرهم كمستخدمين للمنصات الرقمية الاجتماعية. ومن هذا المنطلق احتفل النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في مملكة البحرين هذا العام برعاية معالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة - الحائز على جائزة أفضل شخصية سياسية في الإعلام الاجتماعي في قمة رواد التواصل الاجتماعي دبي 2105 - باليوم العالمي للإعلام الاجتماعي، وتشجيعاً للمؤثرين البحرينيين في الإعلام الاجتماعي، تم تكريمهم وتقديرهم على جهودهم المبذولة، وأبرز ما جاء في ذلك التكريم والاحتفالية هو الحديث عن كيفية التأثير باحترافية على مواقع «السوشال ميديا»، والسؤال دار حول كيف من الممكن أن يتحول شخص عادي إلى مؤثر محترف على مواقع التواصل الاجتماعي؟!
فكان الرد على هذه التساؤلات هو التأكيد على أن فضاء الإعلام الجديد ساهم في سرعة انتشار وإبراز المؤثرين في المجتمع على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث سمح لهم بالمشاركة المتواصلة والسريعة مع الجمهور، المتلقي الأول لما ينشرونه ويعرضونه من صور أو فيديوهات أو موضوعات من خلال مدوناتهم وحساباتهم السوشالية، وبالتالي استقبال ردة فعل مباشرة منهم. فقد تمكنت هذه المواقع من إيصال أصواتهم وصورهم وكلماتهم ومواضيعهم ولاسيما مشاركاتهم وتفاعلهم مع مختلف الأحداث التي تمس المجتمع دون أي تكلفة تذكر.
ومن أهم الأسباب التي حولت أيضاً تلك الفئة السوشالية من مستخدمين لمواقع الغعلام الاجتماعي لا يختلفون عن غيرهم إلى مؤثرين في المجتمع هو تميزهم بمجهودهم الشخصي على المنصة «السوشالية». فقد يتواصل المؤثر مع المجتمع من خلف الشاشة بإيجابية ويكون له هدفاً من وراء إنشاء حسابه على مواقع التواصل، فهو صاحب رسالة وطموح يحتوي الناس بفكره ووجهة نظره. والمؤثر هو شخص مميز في طرحه للمحتوى، ففي الغالب المؤثر الناجح والمتميز يطرح مادته باستخدام أسلوب القصص الذي يجذب له مختلف فئات المجتمع، فيربح بالتالي أعداداً متزايدة من المتابعين المتفاعلين والحقيقيين على حساباته «السوشالية». وهو مستخدم اجتماعي من الدرجة الأولى، لأنه يشارك متابعيه أفراحهم وأحزانهم، فيشعرهم بقربه لهم وقوة تفاعله مع مختلف الأحداث والمناسبات التي يمرون بها في حياتهم اليومية. ومما لاشك فيه أن المؤثرين الاجتماعيين هم أشخاص متجددون في مواضيعهم بعيدين عن جلب الكآبة للناس، يحملون الفائدة والابتسامة للآخرين فيما يعرضون على منصاتهم الإعلامية، ولذلك يتمنى الكثير لو كانوا على مقاعدهم ويشبهونهم، وهم متنوعون فيما يقدمون ويسعون دائماً لاحتواء كافة طبقات وثقافات المجتمع في طرحهم.