مما لاشك فيه بأن للإعلام الاجتماعي و مواقعه التواصلية الأثر الأكبر اليوم في كل دول العالم بدون استثناء على سير حركة الانتخابات بشكل فعال و ناجح. والجدير بالذكر اليوم – أن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية الحالية تعد نموذجاً ـ«ناجحاً» في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على المجتمع في الانتخابات وسيرها بنجاح. فقد ينخرط بحسب الإحصائيات الحديثة، حوالي 39% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية في الأنشطة السياسية على منصات السوشال ميديا، حيث توفر هذه المواقع مع تطورها المستمر على مدار الساعة للناخبين تجربة مستوى أعمق من التواصل مع الحملة و التدقيق في كل وظائفها.
فالمنصة السوشالية «مواقع التواصل الاجتماعي» حاضرة بقوة في قلب المعركة الانتخابية و الوقائع تظهر للجمهور مدى تأثير الإعلام الرقمي على تكوين الرأي السياسي و دفع الناخبين إلى اتخاذ قرار بخصوص مرشح عن غيره، و بالأخص في انتخابات الرئاسة الأمريكية الراهنة. و من هذا المنطلق، يتساءل البعض أين يكمن دور هذا العالم الافتراضي «السوشال ميديا» فعلياً في الحملات الانتخابية؟!
ان هذا العالم الافتراضي يعمل على تكوين الصورة لدى الناخبين حول المرشحين، و من خلال هذه الصورة التي تقدم ينتقل الناخب إلى مرحلة التواصل والتفاعل مع المرشح الذي يجلب اهتمامه وتطلعاته. هذا التفاعل من قبل الناخب يضعه موضع الفاعل في العملية التعبوية للمرشح، سواء من خلال الترويج له عبر صفحاته الشخصية لأصدقائه والمرتبطين معه، أو من خلال التبرع بالمال الذي يقدمه لدعم مرشحه، هذه الوظيفة التعبوية من شأنها أن توظف الناخب في إدارة الحملات المضادة ضد المرشحين المنافسين.
هذا وتوفر بعض وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وسناب شات وفيسبوك الفرصة لدى الناخب والمرشح معاً للتحدث المباشر، وإظهار الآراء والنقاش حول الموضوعات المختلفة المطروحة. ولهذا يذهب البعض إلى اعتبار أن العالم الافتراضي ووسائل الإعلام الرقمية من شأنهما أن يساهما في جلب الشرعية لطرح المرشح، لأن عدم حضور المرشح في هذا العالم الإعلامي الجديد سيقلل بقوة من فرصة انتشار أفكاره بين الناخبين.
هذا وينظر إلى العالم الافتراضي ووسائل الإعلام السوشالية على أنهما وسيلة لتعزيز سلطة المساءلة من قبل الناخب للمرشح، فالناخب صار بإمكانه الاستفادة من خلال صفحته إظهار اعتراضه أو تأييده لفكرة ما طرحها المرشح، وسرعان ما ينتشر ذلك وتسلط عليه وسائل الإعلام كونه حدثاً مهماً. كما أن هذه الوسائل وفرت على المرشحين الجهود المالية والوقتية لطرح أفكارهم والترويج لحملتهم الانتخابية.
و من أبرز ملوك التواصل الاجتماعي السياسين هو «براين دوناهيو» الذي عمل ضمن العديد من فرق الانتخابات للرئاسة الأمريكية، بما فيها الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2004 لجورج دبليو بوش. و أيضاً «دونالد ترامب» الذي قاد حملة انتخابية شرسة على المنصة الإعلامية – الرقمية لترشح حزبه للرئاسة.
و من السياسين – الخمس الأوائل على مواقع التواصل الاجتماعي من رؤوساء دول العالم هم الرئيس الأرجنتيني الذي صار خبيراً في استخدام موقع سناب شات والرئيس الأمريكي الحالي أوباما الذي أتقن فنون العمل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال سنوات رئاسته ويأتي من بعده رؤوساء الهند وأندونيسيا و تركيا.