يبقى معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة قامة من قامات الرياضة في الوطن العربي ورمزاً من رموز دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم والأب الروحي للرياضة البحرينية، وتبقى جذوره الوطنية الأصيلة راسخة على مر الزمن وتظل شخصيته البحرينية المتميزة محافظة على مكانتها في المجتمعين البحريني والخليجي ..

مكانة الشيخ عيسى بن راشد هي التي تشرف المكان الذي يتواجد فيه وهو ليس من أولئك الذين يلهثون وراء طلب الدعوات لحضور الدورات والبطولات، بل على العكس من ذلك فإن من ينظمون تلك الدورات والبطولات هم من يتشرفون بتواجد «بوعبدالله» بينهم باعتباره واحداً من رواد الحركة الرياضية في المنطقة العربية عامة والخليجية خاصة.

ولذلك لمسنا مدى الفجوة التي خلفها غيابه عن منافسات خليجي 23 التي احتضنتها الكويت مؤخراً.. ولمسنا أكثر ردود الفعل الساخطة والغاضبة والمعاتبة على عدم دعوته لهذه البطولة التي ارتبطت به و ارتبط بها على مدار 47 عاماً!

لذلك استشعر الأخوة القائمون على الشأن الرياضي بدولة الكويت الشقيقة هذا التقصير الذي وقعوا فيه سواء بقصد أو دون قصد وبادروا بكل شجاعة بالاعتذار والاعتراف بهذا التقصير مثمنين مكانة الشيخ عيسى بن راشد لدى الكويت حكومة وشعباً وهو الأمر الذي قابله معاليه بصدر رحب وروح رياضية عالية وببساطته التي عودنا عليها حينما قبل الاعتذار وكشف عن مدى محبته للكويت بكلمتين لا ثالث لهما حين قال لرئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد اليوسف: أنا «شرهان «و» مو» زعلان، والفرق بين الكلمتين كبير في المعنى فـ«الشرهان» هو من يعتب على من يحب وهذا هو الذي لمسناه من خلال الأبيات الشعرية العاتبة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نهاية دورة كأس الخليج «خليجي 23».

تحية إجلال وتقدير لمعالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة على هذه الروح النقية التي تؤكد معدنه الأصيل مع دعواتنا لمعاليه بدوام الصحة والعافية وطول العمر، وشكراً للقيادة الرياضية الكويتية على مبادرتها الشجاعة التي جسدت صدق المشاعر الأخوية التي تربط أبناء الخليج العربي.