سكينة النفس (21)

بقلم: بدر علي قمبر

سكينة في ليلة مباركة

ليلة لن تتكرر كثيراً في حياتنا، تشرق أنوارها في العشر الأخير من رمضان.. فيجد المرء ويجتهد لعله يفوز بجوائزها الثمينة.. ليلة أخفاها رب العزة حتى يعشق المؤمن العبادة ويظل متعلقاً بأعتاب الكريم في ليال عشر.. فإن اجتهدنا في الطاعة والعبادة، وتوافق ذلك مع بعض الدلائل البينة لليلة القدر المباركة فإن شعور بالطمأنينة والسكينة والراحة النفسية يبدأ يتملك نفوسنا، والجميل أن هذه المشاعر تتولد عندك في كل ليلة من ليالي العشر الأخير إن أحسنت استثمارها في العبادة.. هي ليلة لو علم البشر فضلها.. لجلسوا يبكون كل لحظة ويجدون في الطاعة ويسألون المولى أن يغفر لهم ذنوبهم ويحقق آمالهم.. إنها ليلة مباركة تقدر فيها أعمال العباد لسنة قادمة وتتنزل فيها الرحمات والملائكة، والعبادة فيها خير من ألف شهر..

ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إن عفو تحب العفو، فاعف عني". كما ثبت عن عائشة أنها قالت: "لو علمت أي ليلة: ليلة القدر لكان أكثر دعائي فيها أن أسال الله العفو والعافية". والعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمه شيئاً يسأل الله به. فقال له عليه الصلاة والسلام: "سل الله العافية في الدنيا والآخرة".

لذا ما أجمل أن يتفرغ العبد من كل مشاغل الحياة في هذه الليالي المباركة، ويغتنم كل لحظة فيها حتى يدرك أجرها الجزيل.. جميل أن نكرر في كل أوقات هذه الليالي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.. فمن رزق العافية فقد أوتي خيراً كثيراً.. وما أروع هذا الدعاء: "اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي". فبدون العافية لن يقوى المرء أن يعيش بسلام وسكينة..

نحن على موعد متجدد مع أيام جميلة تحفنا فيها الملائكة.. فما فات من الشهر وجانبنا فيه التقصير.. فنسأل الله تعالى أن يغفره لنا.. وما بقي وهو الأهم.. لتسكن نفوسنا على أعتابه نقصد باب الكريم في ليلة عظيمة الأجر والقدر.. ليلة القدر المباركة..

لمحة:

اللهم بلغنا قيام ليلة القدر، وبلغنا كل خير في حياتنا.