شهدت البحرين نجاحاً ديمقراطياً جديداً بنجاح العرس الانتخابي بشقيه النيابي والبلدي، فقد شهدت البحرين السبت الماضي «ونستكمله اليوم» مشهداً حضارياً وديمقراطياً يدل على التضامن الشعبي حول المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، ويعلن عن النجاح الكامل للانتخابات، فقد سطر الشعب البحريني خلاله رسالة وجهها إلى العالم بأنه حريص على تحمل مسؤولياته الوطنية وحفظ مكتسباته إذ بلغت نسبة المشاركة 67% وهي نسبة تدل على وعي وتحضر الشعب البحريني، فكان مشهد إقبال المواطنين على الاصطفاف في مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر معبراً عن انتفاضة المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي من تلقاء أنفسهم انطلاقاً من حسهم الوطني ووعيهم بأهمية ممارسة حقوقهم الدستورية في اختيار ممثليهم في مجلس النواب والمجالس البلدية للسنوات الأربع القادمة فكأن الجميع على موعد مع تغييرٍ جديدٍ أكثر تأثيراً مما كانت عليه الانتخابات في 2014 حيث بلغت حينها 53%.

كما لمسنا أيضاً مشاركة النساء بنسبة كبيرة مما يدل على تمسك المرأة البحرينية بتأكيد حضورها وممارسة دورها في الحياة السياسية، وحرصها على المشاركة الفاعلة في المسيرة الديمقراطية، فشهد هذا العرس مشاركة واسعة للمرأة في الترشح والانتخاب وما هذا إلا نتاج للأثر الإيجابي لجهود المجلس الأعلى للمرأة في تدريب وتحفيز وتشجيع المرأة على المشاركة السياسية، وها هما سيدتان تصلان إلى كرسي البرلمان من الاقتراع الأول و9 سيدات يخضعن للإعادة.

إن الإقبال على المشاركة في هذا العرس الانتخابي الذي شهدناه متوجاً بالنزاهة والشفافية، وحسن التنظيم، والمشاركة الكبيرة الفاعلة من مختلف الأطياف والأعمار يعد بمثابة صفعة لكل الذين حاولوا التشكيك في الانتخابات أو تشويه العملية الديمقراطية، والتأثير على الناخبين واستخدام أساليب ملتوية بعد إخفاقهم في استخدام التهديد بإرسال رسائل مغلوطة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لبث الشائعات، ولذا أتمنى أن يكون هناك جهة رسمية وبالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات تتولى نشر المعلومات والمستجدات عن العملية الانتخابية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يستقي منها المواطن المعلومات بثقة، حتى نغلق الطريق أمام كل من تسول له نفسه نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة للتأثير على الناخب والعملية الانتخابية.

وأتقدم من هذا المقام بأسمى آيات التهاني والتبريكات لحضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى الشعب البحريني، وإلى كل من ساهم في نجاح العملية الانتخابات من السلطة القضائية واللجنة التنفيذية للانتخابات، وجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها.

وختاماً، نبارك لكل من شارك في هذا العرس الانتخابي، سواء من خلال الانتخاب أو الترشح، حتى وإن لم يحالفه الحظ في الفوز، فنحن فخورون بكل من شارك ولتفخروا أنتم بأنفسكم، فقد سطرتم بأيديكم إنجازكم التاريخي الذي تحقق ولمع في سماء البحرين ليراه العالم أجمع، ودمتم أبناء وطني سالمين.