فيديو طريف ومحزن في آن نشره موقع «روسيا اليوم» أخيراً عن اليمن في زمن فيروس كورونا لم يتضمن رغم وقوعه في أكثر من 3 دقائق سوى عبارتين غير منطوقتين تلتهما موسيقى ناي حزينة استمرت طوال زمن التقرير، العبارتان هما «لم تفقد أسواق القات في تعز جنوب غرب اليمن زخمها على الرغم من مخاوف تفشي فيروس كورونا حيث يتدفق المواطنون إلى الأسواق لشراء النبات المنشط المشهور» و «حذر المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء من أسواق القات ووصف الازدحام بالكارثي» مضافاً إليهما معلومة عن عدد الإصابات والوفيات بسبب الفيروس، وهو ما يعد موقفاً رافضاً لهذه الممارسة وهذه العقلية التي تسيطر على الناس في اليمن، ففعلهم ذاك لا يختلف أبداً عن فعل الإقدام على جريمة الانتحار خصوصاً وأن الأغلب الأعم من رواد السوق لا يرتدون الكمامات ولا يراعون مسألة التباعد الاجتماعي وليس للنظافة فيما بينهم مكان وكثير منهم من صغار السن.

ما أراد التقرير إيصاله إلى العالم ملخصه أن اليمن قاب قوسين أو أدنى من كارثة لن يقتصر أثرها عليه ولا على دول المنطقة، فهذا الذي تبين من المثال الذي وفره التقرير يفترض أنه يدفع العالم أجمع إلى اتخاذ قرار بمحاصرة اليمن لإلزام أهله بالالتزام بقواعد النظافة والعمل على منع انتشار الفيروس.

لا يوجد سبب واحد يمنع العالم من التدخل في اليمن اليوم، ويوجد في المقابل ألف سبب وسبب للتدخل فيه، فهذا الذي يحدث في أسواق القات في تعز وغيرها يؤدي بالضرورة إلى حصول الكارثة وحصد أرواح الكثيرين في هذا البلد العربي وانتقال ما يجري فيه إلى دول المنطقة وإلى دول العالم أجمع.

السيطرة على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في كثير من دول العالم وفي كل دول المنطقة لا منفعة من ورائه إن لم تتم السيطرة عليه في اليمن وفي دول أخرى تماثلها.. وإن لا يوجد فيها أسواق لبيع وشراء القات وتخزينه.