«نكبة».. هذا أقل ما يمكن وصف ما حدث لبيروت في مصابه الجلل بانفجار هو الأضخم تاريخياً، ولكن الوقوف لندب الحظ والجعجعة بلا طائل من شعوب العالم مسألة غير مجدية، وإن احتاج اللبنانيون لهذا من أجل تفريغ شحنة الغضب العالية التي ولدها اغتيال بلادهم وأرواح أهليهم.

يؤلمنا الواقع الذي يعيشه اللبنانيون بلا أدنى شك، ونسعد بتهافت الدول على دعم لبنان وتقديم المساعدات له، ولا نأبه بتلك التصريحات الرسمية اللبنانية الجاحدة فليست الحكومة اللبنانية هي المبتغى وإنما «تكرم عين الشعب اللبناني» الذي هو جزء لا يتجزأ من عروبتنا وإنسانيتنا، ومن هذا تنطلق مساعدات الدول وحملات التبرع الشعبية. من جهة أخرى لا نخفي كيف أثارت استياءنا بعض تلك المساعدات التي جاءت منقوعة بالمهانة وتنبعث منها رائحة استعمارية أزكمت أنوف العالم كله.

لعل ما حدث للبنان يؤكد أكثر من أي وقت مضى على المصير الحتمي للدول التي سلمت نفسها لإيران وأعوانها، وارتضت على نفسها أن تكون دمية في مسرح العرائس الفارسي حيناً، وقررت أن تنافس في البلاط الإيراني سجّاده حيناً أخرى. من جهة أخرى علينا أن نرى دول أخرى أبت أن تخنع للإرادة الإيرانية وبرهنت للعالم أجمع أنها دول كريمة عزيزة رغم كل التهديدات والتحديات، وها هي اليوم تنعم بالأمن والرخاء ولله الحمد، ولسان حالها يقول: «بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي .. عَن جدودي الصالِحينا - عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن .. دَخَلَ البَطنَ اللَعينا - أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ الـ .. قَولِ قَولُ العارِفينا - مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً .. أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا».

وبرأيي فإن من أهم ما يجب على الشعوب العربية والإقليمية التنبه له هنا، أن دين الطامع تجاوز ما أوقعه من ظلم على شعبه والدعوى بنصرة المستضعفين خارج بلاده، تلك سياسة الدول ذات الأطماع الإقليمية في المنطقة «إيران وتركيا»، وإن لم تسلم جرة أتباع إيران على مستوى دول، فلا أحسب أن ستسلم جرة أتباع الدعاوى التركية من دول وجماعات شعبية واهمة.

* اختلاج النبض:

قد وصلت الرسالة واضحة، هذا مصير من سلّم رقبته لإيران وأعوانها، وكذلك سيكون مصير من سلمها للطامع التركي أو غيره..!!