من حق البحرين أن تفخر بأبنائها الأوفياء، لاسيما وهم يشرفونها بأعمالهم وإبداعاتهم في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية. بل إن تلك الأعمال القيمة والمتميزة والإبداعات والابتكارات تزداد بريقاً عندما تنجز على يد المرأة البحرينية، خاصة وأنها تحظى باهتمام ورعاية كاملة وشاملة في مملكة البحرين وزاد هذا الأمر، منذ إقرار المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وقد كان للمرأة نصيب كبير من تأمين حقوقها في ميثاق العمل الوطني.

لذلك فإن أي إنجاز تحققه المرأة البحرينية يحمل شكلاً مختلفاً ومغايراً، من الفخر والاعتزاز، بمكانة المرأة البحرينية، نظراً لما تتمتع به المرأة البحرينية من حقوق في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ولما يوليه جلالته حفظه الله من اهتمام ورعاية متواصلة بالمرأة على كافة المستويات وفي مختلف المحافل، وعلى شتى الأصعدة والمجالات، في ظل رعاية واهتمام من قبل المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، حفظها الله ورعاها، الأمر الذي يجعل من مملكة البحرين أنموذجاً خليجياً وعربياً وإقليمياً وعالمياً في تقدم المرأة وتطورها والارتقاء بها في كافة المحافل.

لذلك جاء حصول معالي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية، رئيس لجنة تكافؤ الفرص بوزارة الخارجية، عضو المجلس الأعلى للمرأة، على جائزة «المرأة العربية للمسؤولية المجتمعية في عصر التحول والشمولية التنموية والدبلوماسية الرقمية» من قبل المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية «ACSR»، خلال «المنتدى الثالث للمرأة العربية للمسؤولية المجتمعية.. التحول في زمن الشمول» والذي أقيم مؤخراً بمقر جامعة الدول العربية وبرعاية من أمين عام الجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط، ليمثل إنجازاً كبيراً يفخر به أبناء وبنات البحرين، وليتوج جهود المرأة البحرينية وما تقوم به من أعمال بارزة في الداخل والخارج.

ولعل ما يجب أن نلقي الضوء عليه، أن معالي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة، تعد أول امرأة في العالم العربي تشغل منصب وكيل وزارة الخارجية، كما أنها ترأس في الوقت ذاته، لجنة تكافؤ الفرص منذ إنشائها في وزارة الخارجية، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على المكانة الكبيرة والثقة الغالية التي تحظى بها المرأة البحرينية من لدن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وهذا يؤكد في الوقت ذاته، إيمان القيادة السياسية في البحرين بقدرة المرأة البحرينية وتمكنها ودورها الرئيس في المجتمع.

والمتتبع لسيرة ومسيرة معالي الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة، يلحظ جلياً كيف أنها دائماً ما تسلك دروب النجاح بطموحات عالية، لتسجل نفسها كامرأة بحرينية ذات ثقل كبير في المحافل الدولية، ولتكون دبلوماسية بحرينية من ذهب، فهي حاصلة على بكالوريوس في العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية في واشنطن بأمريكا، وماجستير الآداب في السلام والصراع الدولي، من الجامعة الأمريكية في واشنطن بأمريكا، ونالت الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة أكستر ببريطانيا. وقد تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب وكيل وزارة الخارجية في مملكة البحرين، لتكون أول امرأة في العالم العربي تشغل هذا المنصب الرفيع، كما أنها عضو في المجلس الأعلى للمرأة، وتترأس العديد من اللجان الوطنية والإقليمية والدولية، بينها رئيس اللجنة الوطنية بشأن حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، وعضو مجلس إدارة مركز الإسكوا للتكنولوجيا، ونقطة اتصال لتحالف الحضارات لدى الأمم المتحدة، وعضو مجلس أمناء المركز العربي للتراث العالمي.

كما أنها دائمة المشاركة في الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف في إطار الأمم المتحدة والمنظمات والوكالات الدولية الأخرى، لاسيما منتدى حوار التعاون الآسيوي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الاجتماعات بين الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي.

وقد نالت العديد من الجوائز والأوسمة الوطنية والإقليمية والدولية، ومن أبرزها، وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وجائزة حفل عيد العلم تحت رعاية المغفور له، صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الراحل، رحمه الله، وطيب الله ثراه، عندما نالت درجة الماجستير، وجائزة حفل عيد العلم تحت رعاية المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل، رحمه الله وطيب الله ثراه عندما نالت درجة البكالوريوس.

ولا يزال أمام الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة الكثير والكثير كي تقدمه لبلدها في ظل ما تتمتع به من طموح ونجاح لتؤكد على الدور الحيوي والكبير للمرأة البحرينية، خاصة وأن الجائزة الأخيرة تؤكد أنها نموذج مشرف للمرأة المتميزة والرائدة، وأن حصولها على الجائزة هو نتاج لجهودها البارزة والواضحة في مجال حقوق المرأة وفي تكافؤ الفرص بين الجنسين وتعزيز دور المرأة وإدراج احتياجات المرأة ضمن الخطط والبرامج التنموية المعتمدة على النهوض بالمرأة البحرينية، بحسب شهادة الدكتورة راندا رزق الأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية.