انطلاقاً من قوله تعالى: «يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» وقول رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، وما أقره الإسلام من اهتمام بالعلم والتعليم وتقديراً لدور العلماء والمعلمين في نهضة الأمم رأينا اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، بالعلم والتعليم على أساس كون العلم المحرك الذي لا غنى عنه لبناء وطن يطمح سموه في الوصول إليه على أساس قوي لا يتزعزع ولا يتأثر برياح الفكر الظلامي حتى حق لنا أن نقول:

أيا سلمان يا فخر البلاد

منار أنت تهدي للرشاد

غرست العلم في وطني فساد

بغير العلم لا نجني السداد

أرى البحرين ترقي للعلا

بنور العلم ذاك هو المراد

فما من مناسبة إلا ويحرص سمو ولي العهد رئيس الوزراء على ترسيخ ذلك الشعار ألا وهو «العلم أولى وأحق من كل شيء وأي شيء»، إيماناً منه بأن التعليم هو أساس تطور المجتمعات لذلك لا بد من أن يكون في أرقى مستوياته، ما دفع سموه إلى الدعوة إلى ضرورة تطبيق برامج متطورة تتسم بالحداثة وصياغة سياسات تعليمية غير تقليدية تواكب العصر وتلاحق ركب العلم الذي يسير بسرعة الصاروخ حتى لا نتخلف عن هذا الركب المتسارع في كافة المجالات المختلفة.

فنجد أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء قد شدد على ضرورة تحديد الهدف ووضوح الرؤية التي من خلالها تستطيع البحرين أن تحقق قفزات غير مسبوقة في مستوى التعليم، ووفق هذه الأهداف والرؤى يتم وضع برامج الإصلاح التعليمي والمشاريع المستقبلية، فقد آمن سموه بأن ذلك سوف يساهم في إعداد أجيال من الشباب المؤهل معرفياً وتربوياً يعرف قيمة وطنه البحرين ويمتلك القدرة على اكتشاف قدراته ويحسن استغلالها ويتسم بالكفاءة اللازمة ويتحلى بروح لا تعرف الكلل والملل في سبيل نهضة مملكة البحرين وكيف لا ولديه قيادة تدفعه وتذلل العقبات مهما كانت بهدف نجاحه؛ فقد أكد سمو ولي العهد رئيس الوزراء في غير مناسبة أهمية غرس روح الإبداع والابتكار بدلاً من الحفظ والتلقين بما يخلق جيلاً من المبدعين الذين يساهمون في التنمية المستدامة في مملكة البحرين.

كما ظهر جلياً اهتمام سمو ولي العهد رئيس الوزراء بالتعليم عن بعد، ما يدل على بعد نظر سموه حيث اتجه العالم أجمع إلى هذا النوع من التعليم بعد أزمة كورونا (كوفيد19)، وما ترتب عليها من تغير جذري في مفهوم التعليم.

وكم حرص سمو ولي العهد رئيس الوزراء على توجيه المختصين بمراجعة المناهج التعليمية! وإزالة ما بها من حشو حتى تكون متوافقة مع تطلعات الشعب البحريني في مستقبل أفضل على أن تكون هذه المناهج قد ساهمت في تنمية روح الانتماء وحب العمل والتفاني من أجل الوطن.

إن المتتبع لما قام به سمو ولي العهد رئيس الوزراء، ليشعر بالفخر والعجب في آن واحد، كيف استطاع ذلك الرجل أن ينتقل بمملكة البحرين إلى آفاق المستقبل في وقت لا يذكر؛ فها هو يدشن عدداً من المبادرات الرئيسية في مجالات مختلفة من القطاع التعليمي نذكر منها:

- الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي.

- برنامج تطوير المدارس في البحرين.

- تحسين أداء المدارس.

- هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب.

- كلية المعلمين.

كما تجلت عناية سمو ولي العهد رئيس الوزراء بالعلم والتعليم في تأسيس برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية عام 1999 أي بعد تولي سموه ولاية العهد والذي يستهدف تمكين صفوة الشباب البحريني من الجنسين في تلقي العلوم في أرقى الجامعات العالمية والمساهمة بشكل فعال في بناء الوطن ودعم مسيرة التقدم والازدهار؛ فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

ولا يخفى على أحد أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء قد تابع دراسته في مرحلة الشباب في الجامعات الأجنبية، حيث حصل سموه على شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة من الجامعة الأمريكية بواشنطن، ثم درجة الماجستير في فلسفة التاريخ من جامعة كامبريدج في إنجلترا عام 1994، كما شارك سموه في العديد من الندوات والمؤتمرات في كثير من الدول الأجنبية، ما أعطى سمو ولي العهد رئيس الوزراء عقلية منفتحة تقبل الآخر ولا تعرف التناقض، فهنيئاً لمملكة البحرين بهذه العطية الإلهية التي تؤمن بأن الثروة البشرية هي أعظم ما تملكه مملكة البحرين في ظل قيادة حكيمة لا تدخر جهداً في سبيل رخاء شعبها.