ظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في مقابلته مع مجلة أتلانتك الأمريكية، وإجاباته محملة بإيحاءات يراد لها أن تصبح قناعات في ذهن المتلقي، مع سرعة بديهةَ في التعامل مع الأسئلة الملغومة التي كان منها سؤال مثلث الأضلاع من معد اللقاء غرام وود والحاضر معه رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبيرغ:

هل أمرت بقتل خاشقجي أو اعتقاله، ما هو ردُّك على هذا الاستنتاج؟ وما هي مشاعرك؟

لم يتراجع الأمير من اللغم، بل واجهه، وتصرف كخبير متفجرات، ففكك اللغم، ثم أعاد صنع ألغام أخرى منه، ودسها في الإجابة، فأرتبك السائل أمام قول الأمير: لقد قُتل سبعون صحفيّاً تقريباً حول العالم تلك السنة، هل يمكنك أن تسميهم لي؟ لا إذن شكراً جزيلاً، وهل فعلاً هذا إحساس بزميل صحفي؟ أم إنه مصمم ضدنا، وضدي أنا؟ إذا كان فعلاً إحساساً بزميل صحفي، إذن أعطني أسماء الصحفيين السبعين الذين قُتلوا تلك السنة.

ما يهمني كمراقب خليجي من بين 75 سؤالاً تضمنها اللقاء هو ما تطرق إليه الأمير محمد بن سلمان آل سعود حيال الخليج؛ فقد قال لدى دول المجلس نفس النظام، ولدينا نفس الآراء السياسية بنسبة 90% ونواجه المخاطر الأمنية نفسها، والتحديات والفرص الاقتصادية نفسها، لذا نحن كلنا كدول مجلس التعاون مثل دولة واحدة، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس مجلس التعاون والعمل معاً؛ لأن عملنا معاً سيضمن أمننا، ويضمن نجاح خطتنا الاقتصادية. وأضاف في موضع آخر أن الاتفاق بين دول المجلس هو ألَّا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، وأمني، واقتصادي من شأنه أن يُلحق الضرر بدول المجلس الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب في القيام به بحسب ما ترى. إنهم يملكون الحق كاملاً في القيام بأي شيء يرونه.

وفي تقديرنا أن إجابات كثيرة حملت إيمانه بالأخوة الخليجية في أوضح أشكالها. وفي نظرة الأمير محمد بن سلمان آل سعود طموح للوحدة الكونفدرالية أو غيرها مادامت النظرة إلى السياسة والأمن والاقتصاد موحدة أصلاً. وكما قيل فإن على بعض الأمم أن تنتظر حتى يصير الله لها أحداً من أبنائها ليحقق الحلم الذي راود فكر الآباء المؤسسين رحمهم الله.

بالعجمي الفصيح

أجمل ما سمعت من الأمير: والدتي ليست من الأسرة المالكة، بل من قبيلة العجمان من قبائل يام، وعددهم ما يقارب مليون نسمة في السعودية.